الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام يرجع للخلف

انطلاقًا من مسيرة عمل فى الميديا جاوزت الربع قرن ومن تجارب ومشاهدات وخبرات ، من هذا المنطلق احذر وأقول لأولى الأمر أن إعلامنا بكافة منافذه وداعميه يشهد مرحلة من الاختناق والتراجع ربما تشابه مرحلة إعلام النكسة بكل سوءاته على الرغم من ان إعلام النكسة كان يديره اسطوات بارعون فى هذا الحقل وقادرين على تطويع المرحلة وعمل جلسات تنويم مغناطيسى للأمة كلها تجعلها تصفق، وتسير وفقما يريد أولى الأمر ومن تبعهم، هذه الخاصية غير متوفرة الآن فلا يوجد هذا الأسطى الماهر الذى يحول الليل إلى نهار والظلام الى نور بسحر  نافذ واهم ، فالناظر إلى الإعلام المصرى يجد الخاص منه لا يلهث إلا لجلب المزيد من المنافع والمصالح وبالطبع المال على رأس هذه الأولويات، فقد أصبح الإعلان مسيطرًا على الإعلام وطغت النون على الميم فانعكس ذلك بشكل سلبى على المحتوى المقدم وتوارى الهدف من الاعلام الذى يسكن اعلاه هدف التوعية والامن القومى واصبح هناك الف هدف وهدف بعيدين كل البعد عن القيمة المثلى للاعلام الهادف . قلب قنوات ارسال بلدك تصاب بالتشتت والتشرذم فمن اطلقوا على انفسهم اعلاميون تلخص عندهم الهدف فى التطبيل فقط وللاسف هم نفس الاشخاص الذين يسخرون اقلامهم وانفسهم لمن يعتلى سدة الحكم وهم ايضا من يتركون المركب فى اول لحظة لم تعد صالحة لتوصيلهم لمرماهم وتحقيق اهدافهم . نفس الاشخاص الذين مجدوا لأصحاب الكراسى وقت مجدهم وانصرفوا عنهم عند غياب شمسهم لازالوا كما هم يمارسون نفس الادوار ويتحدثون بنفس الصوت ونفس اللغة ويأمنون على مايقولون ونسوا تاريخهم المتلخص فى عاش الملك - مات الملك.
الإعلام الخاص وشبيهه المدعوم لم يستطيعوا ان يواجهوا اعلام الدوحة وانقرة ولم يقدروا على انتهاج الاسلوب الاعلامى الحق وهو مواجهة الافك بالحق فان كان مايروجه الاخرون افكا وظلما فماذا فعلتم انتم اساتذة الاعلام الخاص والمدعوم فى دحض هذه الافتراءات وهل ماقدمتموه من كليبات وبايتات وفيديوهات كافية لايقاف هذه الشرذمة ونفى اكاذيبها ، الاعلام الخاص ومن على شبيهته ويسير على دربه اعلام منقوص مثله مثل الثوب المطرز من كل ناحية بألوان مبهجة ولكن الخامة زهيدة مرتقة واهنة .. بين الاعلام الخاص وشبيهه صلة رحم وقرابة فكلاهما يسير فى درب نحن مع من يعتلى المناصب ونحن المبجلون له والحامدون لافعاله ونحن من نقول نعم من اجل الرضا وجلب النعم.. واذا تركنا اعلام النون وارتمينا فى احضان الاعلام الوطنى او اعلام الدولة او تحديدا مبنى ماسبيرو العملاق فحينها تصبح شهادتنا مجروحة لاننا ابناءه والابناء الاصلاءلا يذكرون ابيهم الا بكل خير ولايرون منه الا كل ماهو جميل . جميل ابانا هذا جعلنا نبكى على حاضرنا ونرتعد من مستقبلنا ان كان هناك مستقبلنا وجعلنا نطالب القيادة السياسية بالنظر بعين الاهتمام لماسبيرو وحل مشاكله والتذكير دوما بان هذا المبنى فيه معلمون واسطوات وجهابذة هم وحدهم القديرون على ايقاف تراجع مسيرة الاعلام للخلف واعادتها الى سابق عهدها رائدة ، قائدة.. سيدى الرئيس ماسبيرو يطلب منك ان تعطه قبلة الحياة وتعيد الى شرايينه النبض ، ماسبيرو يمد لك يد العون فاعنه ويطلب منك المساعدة فساعده فسيادتك وحدك القادر على ايقاف عربة الاعلام من التقهقر للخلف.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط