EN
قال نائب وزير خارجية جنوب السودان دينج داو بينج مالك إن بلاده تخطط لتحقيق حلم يقارب عمره عشر سنوات بتشييد سد ضخم على النيل لمنع الفيضانات المدمرة.
وقال مالك في حوار مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية "هذه خطة إستراتيجية للدولة، الحكومة لديها خطة لبناء سد لتوليد الكهرباء والطاقة لأنه لا يمكن أن تكون لديك دولة بدون تصنيع".
وأضاف مالك "انظر إلى البلد اليوم، معظم جنوب السودان غارق في الفيضانات بينما نحن نتحدث الآن. ولاية أعالي النيل مغمورة بالمياه. لم تتسن لنا الفرصة كدولة للتفكير والتخطيط. عليك تنظر إلى احتياجات السكان وإلى الصناعات المتنامية".
وتابع مالك أن بلاده تعاني من الفيضانات ونقص الكهرباء وندرة المياه وضعف البنية التحتية، لكن مشروع السد جزء من خطة الحكومة الممولة من عائدات النفط لإصلاح مشاكلها العديدة.
وأوضح مالك أن وزارة الري تلقت تعليمات لبدء إجراء دراسات أولية للمساعدة في صياغة الخطط - بما في ذلك مدى ارتفاع السد، وحجم الخزان خلف الهيكل وعدد التوربينات التي يمكنها تشغيلها.
واستطرد نائب وزير الخارجية بجنوب السودان "سنأخذ بعين الاعتبار عند بناء السد الأثر البيئي والجانب الهيدرولوجي. إننا نتطلع إلى الاستدامة، ونراعي الظروف البيئية المحيطة، لا يمكنك فعل ذلك بين عشية وضحاها، ونتوقع أيضًا المشكلات التي قد تظهر".
وتأسس جنوب السودان كدولة قبل عقد من الزمان بعد استفتاء على الانفصال عن السودان، مع طموحات غير محدودة - بما في ذلك بناء مثل هذه السدود الكهرومائية الكبرى - لكنه انزلق في حرب أهلية بعد ذلك بعامين.
وأسفر القتال عن مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص وتشريد ما يقرب من 3 ملايين، لكنه تسبب أيضًا في توقف مشاريع مثل بناء السد ومحاولات إعادة الإعمار في قطاع المياه والري. وفي عام 2018 وقعت الأطراف المتحاربة اتفاق سلام ويقولون الآن إنهم يركزون على إصلاح البلاد.
ويتدفق النيل الأبيض عبر جنوب السودان، وهو أحد الروافد الرئيسية التي تغذي نهر النيل الذي يلتقي ويمتزج بالقرب من الخرطوم بالنيل الأزرق الذي يتدفق من المرتفعات الإثيوبية.
تضرب الأمطار الموسمية ولايات جنوب السودان العشر لمدة سبعة أشهر على الأقل من العام ، وترسل كميات هائلة من المياه إلى النيل الأبيض، ولكنها تتسبب أيضًا في فيضانات مدمرة.
وحول سد النهضة الإثيوبي، قال مالك "لا ينبغي أن تكون مياه النيل نقمة وإنما ثروة سلمية وهبة من الله للمنطقة. وجهة نظرنا كحكومة هي أننا نشجع مصر والسودان وإثيوبيا على المناقشة وإجراء حوار أفضل للوصول إلى حلول مقبولة. وندعو إلى تفهم ما تريد إثيوبيا فعله للأجيال القادمة، ولكن يجب تفهم مخاوف السودان ومخاوف مصر".
علمت وكالة أنباء الشرق الأوسط من مصادر مطلعة، أن اجتماع هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي - الذي عُقد بالأمس ٢٤ يونيو الجاري عبر الفيديو كونفرانس - لم يناقش، ضمن أعماله، تفاصيل موضوع ملف سد النهضة وإنما اقتصر الأمر فقط على إحاطة مقتضبة من جانب الرئيس فيليكس تشسيكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي حول ما آلت اليه مفاوضات سد النهضة.
كما أفادت المصادر بأن السودان قد قاطع الاجتماع لعدم اقتناعه بجدوى مثل ذلك الاجتماع في الوقت الذي اقتربت فيه إثيوبيا من تنفيذ ما أعلنته من ملء ثان لخزان سد النهضة.
فيما جاءت مشاركة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد صامتة، حيث لم يقدم أية مداخلات أو أي إسهام خلال الاجتماع حول ملف سد النهضة.
كذلك، وفقاً للمصادر، فإن الاجتماع لم يتبن أي خلاصات أو توصيات ذات صلة باستئناف التفاوض حول سد النهضة في الإطار الأفريقي.
