نقلت مجلة نيوزويك الأمريكية ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من حديثه عن مؤامرة أمريكية سابقة أقيمت ضد المصالح الروسية، ذاكرًا إنه جرى احباطها.
قال بوتين إن أمريكا عملت على الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014، و كانت الإطاحة به نتيجة انقلاب نظمته الولايات المتحدة وبدعم من بقية أوروبا.
وتمت إقالة يانوكوفيتش من منصبه بعد انتفاضة معارضة ، مدفوعة برفضه لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لصالح توثيق العلاقات مع موسكو.
في مقال رأي في صحيفة دي تسايت الألمانية بمناسبة الذكرى الثمانين للغزو النازي للاتحاد السوفيتي ، والذي دفع بدخول الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية، كرر الرئيس الروسي موقف الكرملين ويانوكوفيتش من أن الثورة قد سهلها الغرب.
كتب بوتين أن الغرب عزز "انعدام الثقة المتبادل" مع موسكو في أعقاب نهاية الحرب الباردة مع توسع الناتو ، حيث تم منح دول ما بعد الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية خيار إما الوقوف إلى جانب الغرب أو مع روسيا.
قال بوتين: "في الواقع ، كان هذا إنذارًا نهائيًا، ويمكن رؤية عواقب مثل هذه السياسة العدوانية في مثال المأساة الأوكرانية لعام 2014 ، وهو ما دعمته أوروبا بنشاط".
ولفت بوتين إلى إن الرئيس يانوكوفيتش حينها كان قد وافق على جميع مطالب المعارضة، فــ" لماذا قامت الولايات المتحدة بتنظيم الانقلاب، ودول أوروبا قامت خاضعة بدعمه مسببة انقسام في أوكرانيا ذاتها وخروج القرم من قوامها؟".
وتحت عنوان "لنبق منفتحين رغم ماضينا"، كتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقالة في الصحيفة الألمانية.
وقال إنه في الثاني والعشرين من حزيران 1941، أي قبل ثمانين عاما بالتمام والكمال، هجم النازيون على الاتحاد السوفييتي بعد أن أخضعوا كل أوروبا تقريبا، فبدأت بالنسبة للشعب السوفييتي الحرب الوطنية العظمى، الحرب الأكثر دموية في تاريخ بلادنا، قضى فيها عشرات الملايين ولحق ضرر هائل بقدرات بلادنا الاقتصادية وإرثها الثقافي.
وتابع بوتين "لقد تدهور نظام الأمن الأوروبي بأكمله بشكل كبير في الوقت الحالي حيث تتزايد التوترات، في حين باتت مخاطر حدوث سباق تسلح جديد واقعية. إننا بصدد فقدان للفرص الضخمة التي يمنحنا إياها التعاون، والأهم من ذلك أنه، أي التعاون، بحد ذاته هام للغاية الآن، خاصة عندما نواجه جميعًا تحديات مشتركة مثل الجائحة وتبعاتها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة".
وانتهى بوتين إلى السؤال عن الاستنتاجات التي يجب أن نخلص إليها "وهي التي تقول بأن علينا أن نتذكر أن كامل تاريخ أوروبا الكبرى في فترة ما بعد الحرب يؤكد أن ازدهار قارتنا المشتركة وأمنها لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال الجهود المشتركة لجميع البلدان، بما في ذلك روسيا. لأن روسيا هي إحدى أكبر الدول الأوروبية. فضلا عن أننا نشعر بعلاقاتنا الثقافية والتاريخية الوثيقة مع أوروبا".