يواجه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أكبر اختبار لشعبيته، حيث يصوت الناخبون في إثيوبيا، اليوم الاثنين، في انتخابات برلمانية طال انتظارها، وسط شكوك في نزاهة العملية الانتخابية وتحذيرات من أعمال عنف مستقبلية قد تصل إلى "حرب أهلية" حال فوز حزبه في الاقتراع.
وتعد الانتخابات البرلمانية في إثيوبيا، والتي تم تأجيلها مرتين بسبب وباء كورونا، أول انتخابات عامة تجري في البلاد منذ تولي آبي أحمد منصب رئيس الوزراء في عام 2018.
وينظر على الانتخابات الإثيوبية على أنها ستحدد مستقبل النظام الفيدرالي في البلاد ومدى شعبية آبي أحمد وحزبه الحاكم، وسط أزمات داخلية وخارجية غير مسبوقة.
وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" كان آبي أحمد، أملا مشرقا بالنسبة لبلاده بعد وصوله للسطة قبل 4 أعوام، لدرجة أنه أبهر الغرب بخططه الإصلاحية ونجاحه في عقد اتفاق مع الجارة إريتريا، ليحصل ضابط المخابرات السابق على جائزة "نوبل للسام".
ولكن خلال 9 أشهر فقط، تحطمت صورة آبي أحمد، وبات يعرف على أنه قائدا "استبداديا" حيث شن حملة عسكرية وحشية في إقليم تيجراي، وباتت الحرب الأهلية التي اندلعت في هذا الإقليم منذ نوفمبر الماضي، خير دليل على جرائم آبي بحق شعبه.
وبينما تجري الانتخابات في 10 أقاليم إثيوبية، باستثناء إقليم تيجراي والمنطقة الصومالية، تتهم قوات آبي أحمد بارتكاب مذابح واعتداءات جنسية وجرائم تطهير عرقي ضد المدنيين في تيجراي، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من مجاعة طاحنة تهدد الإقليم.
يرى أبادير إبراهيم، أستاذ القانون بجامعة أديس أبابا أن هذه الانتخابات مجرد "إلهاء"، مؤكدا أن الدولة باتت على حافة الهاوية، وليس من الواضح أن الأمر يمكن إصلاحه.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يفوز حزب الازدهار الحاكم بقيادة آبي أحمد في الانتخابات البرلمانية، لكن لن يكون هناك تصويت في 102 من أصل 547 دائرة انتخابية في إثيوبيا بسبب الحرب الأهلية ومخاوف من الأوضاع الأمنية.
كما يقبع زعماء المعارضة الإثيوبية في السجن، ما دفع أحزابهم إلى مقاطعة التصويت، خاصة في أوروميا، التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة.
وتأتي الانتخابات السادسة في تاريخ البلاد، وسط قلق دولي من خروقات وشكوك في نزاهة العملية الانتخابية، حيث تم سجن معظم رموز المعارضة، ما يعزز من فرص فوز حزب آبي أحمد.
- مشاكل خارجية
وفي مايو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولين في حكومة آبي أحمد، حيث فرضت قيود على تأشيرات الدخول لعدد من القيادات الإثيوبية بسبب دورهم في النزاع المسلح بإقليم تيجراي، فضلا عن القيود المفروضة على المساعدات الاقتصادية والأمنية.
وحال فوزه آبي أحمد، وهو الاحتمال الأكبر، سيستمر في مواجهة المشاكل مع مصر والسودان حول ملء سد النهضة، حيث تصر حكومته على إتمام الملء الثاني للسد في موعده، وهو ما ترفضه دولتي المصب.
ويشكك مراقبون دوليون في مدى مصداقية الانتخابات، التي تشهد مقاطعة غير مسبوقة، فضلا عن تأجيل الاقتراع في عدد من الدوائر الانتخابية، حيث تجري الجولة الثانية في شهر سبتمبر المقبل.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى تحول آبي أحمد، من بطل حائز على جائزة نوبل للسلام، إلى قائد للحرب الأهلية في إثيوبيا، موضحة أن بريق نوبل والرغبة في تحقيق قصة نجاح إفريقيةـ اعمت الغرب عن أخطائه الواضحة.
كان مجلس الانتخابات في إثيوبيا أعلن، اليوم الاثنين، تمديد عملية التصويت في الانتخابات العامة لمدة 3 ساعات إضافية.
وقالت سوليانا شيملس، مستشارة الاتصالات بمجلس الانتخابات الإثيوبي، إن عملية الاقتراع التي كان مقرر اختتامها في السادسة مساء تم تمديدها إلى التاسعة، وفقا لصحيفة "إثيوبيان ريبورتر".
وأشار المجلس إلى تأخر فتح صناديق الاقتراع في بعض مراكز الاقتراع، وتأخر وصول بطاقات الاقتراع لبعض المراكز.