الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مدينة الجلالة الساحرة !

زُرت مدينة العين السخنة خلال عُطلة نهاية هذا الأسبوع، وكان هدفي هو الوقوف على الإنجازات التي تمت بمدينة الجلالة الجديدة، أحدث مشروعات مصر الجديدة سواء على الصعيد السياحي أو الخدمي، عبر إنشاء مدينة متكاملة في حُضن الجيل.

بدأت فكرة المشروع منذ شهر أكتوبر 2015، بتطوير هضبة الجلالة، ويُعد أحد المشروعات التنموية القومية العملاقة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليفتخر بها كل مواطن مصري.

يُشرف على تنفيذ المشروع، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بمعاونة القطاع المدني.

يشتمل المشروع على مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك سلمان ومنتجعاً سياحيًا يطل على خليج السويس، بالإضافة إلى طريق العين السخنة- الزعفرانة، الذي يشق جبل الجلالة، في منظر مَهيب يُضاهي أجمل وأفخم الدول الأوروبية في منتجعاتها.. وأنت تسير على الطريق الجديد السريع بين الجبال، تشعر بفخر مصر وحضارتها وعزها وجلالها.

تُعَدُ "مدينة الجلالة" من أكبر المشروعات التنموية المِصرية، حيث أنها من أكثر المناطق جذباّ للسياحة الداخلية والخارجية، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى المدينة عن سطح البحر، ما يُعطيها ميزة مُناخية تتمثل في انخفاض درجة الحرارة 10 درجات مقارنةً بالمناطق المجاورة لها،  فضلاً عن تمتعها بالشواطئ الساحرة.

مدينة الجلالة، اجتذبت استثمارات تتجاوز قيمتها نحو 100 مليون دولار أمريكي في العامين الماضيين، و قَسَّمَتْ الخريطة الاستثمارية التي أطلقتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، مدينة الجلالة إلى 3 قطاعات: أ، ب، ج، على أن يُقام القطاع (أ) على 5550 فداناً، و2050 فداناً للقطاع (ب) و6900 فداناً للقطاع (ج).

وقع اختيار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على موقع جبل الجلالة بسبب تميزه الجغرافي الذي يسمح بالبناء والزراعة وإنشاء المنتجعات السياحية والطرق وإطلاله على ساحل البحر الأحمر، وغناه بالكثير من الثروات الطبيعية التي تحقق تنمية لمصر، حيث يوجد به خام الرخام، وسيساعد الطريق الذي سينشئ في الجبل، على سهولة نقل تلك الخامات لتصنيعها.
تقام مدينة الجلالة العالمية أعلى هضبة الجلالة التي تقع بين العين السخنة والزعفرانة على ارتفاع 700 متر من سطح البحر، بمساحة 17 ألف فدان.. والمدينة كاملة المرافق والخدمات على أعلى مستوى وتحتوي على مدينة طبية عالمية، وأول قرية أوليمبية لإقامة الفعاليات الرياضية للدولة، ومناطق سكنية سياحية وأخرى لمحدودي الدخل بالاتفاق مع وزارة الإسكان وكذا مناطق خدمية لقاطني المدينة.

يضم المنتجع فندقين أحدهم جبلي وآخر ساحلي، الجبلي يضم 300 غرفة و40 شاليه، بينما الساحلي يضم 300 غرفة و60 شاليه، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول متطور وسيتم ربطه بطريق طوله 17 كيلو متر و"تليفريك" تصممه وتشرف عليه شركة فرنسية بطول 6 كيلو متر، ويتم تنفيذه عن طريق شركة مصرية، بالإضافة إلى مدينة ألعاب مائية ومارينا لليخوت تنفذها كبرى الشركات العالمية.

تُقام جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز على مساحة 100 فدان لتعمل وفق أحدث النظم العلمية والوسائل الحديثة على أن تضم كليات متطورة يحتاج إليها المجتمع المصري في تخصصات غير نمطية، وغير موجودة في الجامعات العادية، مثل كليات للزراعات الحديثة، وتكنولوجيا توليد الطاقة الشمسية والرياح وكليات التعدين، بالإضافة إلى كلية للطب.
كما تضم 15 كلية بمختلف التخصصات، الهندسة، العلوم الإدارية، الصيدلة والصناعات الدوائية، أكاديمية العلوم، الغذاء والصناعات الغذائية، الفنون، العلوم الإنسانية والاجتماع، الإعلام، الطب، طب الفم والأسنان، العلاج الطبيعي، التمريض، العلوم الطبية المساعدة، كلية العلوم، العمارة، بالإضافة إلى مركز دولي للمؤتمرات وإسكان للطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
يُعتبر طريق العين السخنة-الزعفرانة، من أصعب مهام الإنشاءات الهندسية، لوعورة المنطقة الجبلية ذات الكتل الصخرية الضخمة التي يقام عليها المشروع، واستلزم إتمام المشروع القيام بأعمال النسف والتدمير التي تتم لقطع الطريق من خلال معدات خاصة تم زرعها وسط الجبال، حيث يتم نسف ارتفاعات كبيرة تصل إلى 230 متر، ما يعادل بناية 70 أو 80 دور.

وتم تصميم الطريق ليكون باتجاهين بعدد 3 حارات مرورية بكل اتجاه، يبدأ من منطقة جنوب بورسعيد حتى الكيلو 92 طريق إسماعيلية الصحراوي ويقطع طريق السويس والعين السخنة في منطقة وادي حجول، ويتجه جنوبًا حتى يصل إلى الكيلو متر 10 في محافظة بنى سويف عند طريق بنى سويف– الزعفرانة.

يُخَطَط لاستكمال الطريق من جهة الجنوب حتى يصل إلى غرب الغردقة وغرب سفاجا ثم "أبو رماد" وحلايب وشلاتين حتى منطقة "بيرفوركيت" على الحدود الدولية مع السودان على خط عرض 22.. ويبلغ طول الطريق 82 كيلو متر، بالإضافة إلى عدد من الوصلات مع الطريق الساحلي، مثل وصلة منطقة "رأس أبو الدرج" بطول 17 كيلو مترًا، وهي المنطقة التي يقام فيها المنتجع السياحي على جبل الجلالة، بالإضافة إلى وصلة وداي ملحة بطول 13 كيلو مترًا، للربط بين الطريق الساحلي والطريق الرئيسي.
يتفادى الطريق الجديد كل سلبيات طريق السخنة-الزعفرانة الحالي على الطريق الساحلي المكون من حارة واحدة، والذي يخطط لإغلاقه عقب افتتاح الطريق الجديد وتحويله إلى طريق داخلي بين القرى السياحية، نظرا لكثرة الحوادث عليه، وفي منتصف الطريق الجديد.. كما يوجد صب خرساني لحماية المركبات المنحرفة من السقوط على جانبي الطريق الجبلي.

تم بناء الطريق بدرجة ميل 4% لكي تكون السرعة المحددة عليه 120 كم/ساعة حتى لا يشعر راكبو السيارات بأي معوقات أو صعوبة أو مشقة نتيجة ارتفاع الطريق الذي يمر بين الجبال، وقد صمم الطريق لكي يراعي مخرَّات السيول والأمطار ويسخرها باستغلال مياهها العذبة عن طريق حفر بحيرات في نهاية المخرات واستغلال ناتج الحفر لاستكمال تمهيد طريق السخنة - الزعفرانة الجديد.

يتصل الطريق مع محور 30 يونيو لتسهيل حركة التجارة بين مصر ودول قارة أفريقيا، وكذلك ربط المشروعات الزراعية والسياحية والمناطق الصناعية والموانئ والمناطق السكنية الجديدة المنتظر تأسيسها في تلك المنطقة الواعدة.

كما يخدم الطريق المنطقة الصناعية الجديدة المزمع إنشاؤها بهضبة الجلالة، كما سيخدم المنطقة الاقتصادية الموجودة بشمال غرب خليج السويس، والتي تضم مصانع "حديد - سيراميك - أسمنت – بتروكيماويات"، كما سيسهل الحركة من الجنوب إلى ميناء العين السخنة والزعفرانة، وميناء الغردقة وميناء سفاجا.

- تقام المنطقة الصناعية الجديدة على جانب الطريق، تشمل إنشاء مصنع عملاق للأسمدة الفوسفاتية ومشتقاتها، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن في العام وهو من تخطيط وتصميم "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" التابع للقوات المسلحة، وسيكون له موقع مميز ونفق تحت الطريق الرئيسي لخدمة حركة النقل وعملية الإنتاج، بالإضافة إلى تصميم المصنع بتقنيات حديثة تقلل من استهلاك الغاز، كما تم التنسيق مع وزارة الكهرباء على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذا المشروع العملاق من خلال تطوير محطة كهرباء "عتاقة".
ولتطوير وتعظيم الاستفادة من منطقة "المحاجر" التي يوجد بها جميع أنواع المواد الخام الحجرية الهامة، فطريق الجلالة بالكامل يوجد عليه مجموعة جبال الرخام التي تنتج "رخام الجلالة" المشهور عالميا ويتم تصديره، كما توجد بالمنطقة خام "الكولينا" والذي يدخل في صناعات الإسمنت والطفلة ورمل الزجاج.
يتضمن المشروع إنشاء محطة تحلية بطاقة 150 ألف متر مكعب لخدمة المنتجع السياحي ومدينة الجلالة العالمية، تقع جنوب المنتجع مباشرة، بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمنتجع.

من كل قلبي: أعتقد أنك من خلال السطور السابقة الشارحة لمدينة الجلالة، تستطيع أن تعيش معي كل هذه الإنجازات الضخمة التي تمت بفضل الله، ثم قيادة سياسية واعية ناجزه، على أرض الواقع، وربما ستصطحب نفسك لترى بعينك وتفخر بما تقدمه مصر لأبناء هذا الوطن، لتجعله في مصافِ كُبريات الدول المتقدمة.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط