ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الانتخابات الإيرانية تأثرت بالفساد وسوء الوضع الاقتصادي وهو ما يقول إنها انتخابات ذات مثالب عدة وإنها تفتقد إلى حتى درجات المنافسة التي أقيمت في الانتخابات الإيرانية السابقة ما يجعلها الأقل بوضوح من كل الانتخابات السابقة خلال العقد الماضي على الأقل.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه بالنظر إلى طوابير الانتخابات في إيران فقد كان من الممكن ملاحظة أنها أقصر بكثير من الانتخابات السابقة، وهو ما يقول بإحجام قطاع واسع عن الانتخابات ليس بفعل فيروس كورونا ، كوفيد فقط ولكن للظروف الاقتصادية الصعبة وعدم الاقتناع بوجاهة هذه الانتخابات والمرشحين الذين حظي فيهم إبراهيم رئيسي بدعمٍ واضح.
وأفادت الصحيفة، بأن السبب الواضح الذي يمكن ذكره بـأن الإيرانيون شعروا بأن الانتخابات الرئاسية تم التلاعب بها لصالح "إيراهيم رئيسي" ولهذا لم يبد الإيرانيون اهتمامًا واسعًا بالانتخابات الرئاسية.
وحول ذلك، ذكرت الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد أن النظام سيحاول إخفاء هزيمته باختلاق إحصاءات تظهر نصره، مشيرة إلى إن الانتخابات هُندست وقلة الإقبال رسالة للنظام بقلة شعبيته.
بينما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن فوز رئيسي بالانتخابات يعود لنسبة المشاركة المنخفضة من قبل الشعب الإيراني الذي لم يبدي إنه رأى منافسة حقيقية.
واعتبرت وول ستريت جورنال، إن خبرة الرئيس الإيراني السياسية الجديد قليلة لكنه مقرب من المرشد علي خامنئي.
ولفت المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني، إلي إن الدول الأوروبية ستكون حذرة بعد فوز رئيسي في إيران وأنها ستتعامل بحذر مع الرئيس الجديد، مفضلة جس النبض لمعرفة تصرفات النظام الجديد وهل سيكون قدوم رئيسي عامل على التصعيد أم إلى حل الأمور واستكمال ما قد تخرج به مفاوضات فيينا.
من جانبها، ذكرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية، إن فوز رئيسي سببه استبعاد أقوى منافسيه من الترشح وهو ما ترك له الطريق ممهدًا للاحتلال مقعد الحكم في البلاد.
وأكدت فوكس نيوز، على ما أكدت عليه وول ستريت جورنال، من إن رئيسي فاز في إيران لأنه يحظى بحماية خامنئي، وهو ما يجعل هذه الانتخابات أنها صممت على مقاس رئيسي.
وكان الرئيس الجديد يشغل حتى انتخابه منصب رئيس السلطة القضائية في إيران، وشغل قبل ذلك مناصب عديدة في النظام، منها رئاسة مؤسسة "أستان قدس رضوي" الخيرية التي تشرف على شؤون ضريح الإمام رضا في مشهد، الذي يعد من أبرز المواقع الدينية لدى الشيعة.
ومنح ترأس هذه المؤسسة رئيسي نفوذا كبيرا في البلاد، لما لها من أصول كبيرة، وظل في هذا المنصب ثلاث سنوات.
وفي مارس 2019، تولى رئيسي منصب رئيس السلطة القضائية في إيران، وكانت مهمته الرئيسية التي كلفه بها المرشد هي "مكافحة الفساد"، وبما أنه رأس القضاء في إيران ولديه طموحات في تزعم البلاد، استخدم سلطاته من أجل محاكمة عدد من الذين قد ينافسوه في الانتخابات، ومن بينهم صادق لاريجاني، شقيق علي لاريجاني.
واستمرت "مكافحة الفساد" مع إبراهيم رئيسي حتى الانتخابات الرئاسية، حيث رفعها شعارا في حملته الدعائية، مقدما نفسه على أنه "عدو الفاسدين".
ويعرف عن رئيسي تشدده ومغالاته في المواقف المحافظة في إيران مقارنة حتى مع بقية أنصار هذا التيار، وتقول التقارير الحقوقية التي أحدثها تقرير لمنظمة العفو الدولية، تقول إن رئيسي تورط في جرائم ضد الإنسانية.
كما تقول المنظمات الحقوقية والمعارضة في إيران، إن إعدامات جماعية بحق معارضين في ثمانينيات القرن الماضي تدين رئيسي.