منذ أول ظهور لـ فيروس كورونا في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتواجه بعض الحكومات انتقادات حول تعاملها وجهودها لاحتواء الجائحة العالمية، لاسيما في البلدان التي تعاني أساسا من وضع اقتصادي صعب، ساهم الوباء بتفاقمه، مثل تونس ولبنان.
وبحسب قناة الحرة، أظهر استطلاع رأي لشبكة الباروميتر العربي أن نسبة رضا المواطنين عن أداء حكومتهم في لبنان (16 بالمائة) وفي تونس (31 بالمائة)، وهي أدنى المعدلات المسجلة في البلدان التي جرى استطلاع الرأي فيها بين مارس وأبريل 2021، بينما سجل المغرب (86 بالمائة) النسبة الأعلى بينها.
وأوضحت الشبكة أن مواطني الدول الستة (المغرب - تونس - الجزائر - ليبيا - الأردن - لبنان) التي أجريت فيها الدراسة يحكمون على استجابات حكوماتهم للفيروس العالمي بالاستناد إلى عاملين: جودة نظام الرعاية الصحية وتداعيات الجائحة على الوضع الاقتصادي.
لبنان وتونس
وتدني تقييم المواطنين لنظام الرعاية الصحية يعدو لأداء الحكومتين في الحد من تداعيات الوباء على الاقتصاد، بحسب الاستطلاع.
يذكر أن نظام الرعاية الصحية في لبنان يعاني من خلل، ومنذ بدء تفشي المرض والبلد واقع في أزمة مالية خانقة تجاوز فيها الدين العام الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 152 بالمائة. وأظهرت بيانات الاستطلاع أنه بحلول مارس 2021، وصلت معدلات التضخم الى 158 بالمائة بالمقارنة مع 17.5 بالمائة العام السابق.
وفي تونس، انخفضت تقييمات استجابة الحكومة للجائحة انخفاضا هائلا بين أغسطس وأكتوبر 2020 حين بدأت أعداد الإصابات بكوفيد -19 بالتزايد. وبالتالي بدأ نظام الرعاية الصحية يتداعى وانكمش الاقتصاد وسجلت معدلات البطالة زيادة هائلة.
الأردن
في وقت تعاني فيه البلاد من ركود اقتصادي منذ عام 2020 بسبب تدابير الإغلاق الشامل، وارتفاع معدلات البطالة وتراجع السياحة والعوائد منها، تدنت نسبة هؤلاء الذين يقولون إن الحكومة أحسنت في الإبقاء على معدلات الأسعار منخفضة من 28 بالمائة في أكتوبر 2020 إلى 18 بالمائة في مارس وأبريل 2021.
أما بالنسبة لنظام الرعاية الصحية، فرغم تراجع الرضا عنه (كان 76 بالمائة في سبتمبر 2020)، إلا أن 57 بالمائة من الأردنيين يقيمون جودة نظام الرعاية بشكل إيجابي في مارس وأبريل 2020.
الجزائر
في مارس وأبريل 2021، كان 59 بالمائة من الجزائريين راضون عن استجابة حكومتهم لجائحة كوفيد-19. كما قال 29 بالمائة إن الحكومة أحسنت الأداء في الإبقاء على الأسعار منخفضة، في حين أن نسبة أعلى بلغت 46 بالمائة كانت راضية عن نظام الرعاية الصحية.
ليبيا
اعتبرت الشبكة أن ليبيا هو البلد الوحيد الذي تختلف فيه التوجهات، إذ يلعب السياق السياسي دورا مهما في رضا المواطنين لاسيما أن المصرف المركزي قام بتعويم الدينار الليبي قبيل تسلم حكومة الوحدة الوطنية السلطة ما ساهم في تخفيف المصاعب الاقتصادية، الأمر الذي أظهر رضا 36 بالمائة من الليبيين عن استجابة الحكومة لكبح التضخم.
المغرب
أما بالنسبة للمغرب، فقد سجل أعلى نسب الرضا عن أداء الحكومة (86 بالمائة)، حيث يعتبر المواطنون أن الحكومة أحسنت في كبح الآثار الاقتصادية والآثار الصحية المترتبة على كوفيد-19 في آن واحد.
وأعرب نصف المغاربة تقريبا (52 بالمائة) عن الرضا تجاه نظام الرعاية الصحية، في شهري مارس وأبريل. كما توحي غالبية بسيطة (56 بالمائة) بأن الحكومة قد أحسنت الأداء بإبقاء الأسعار
وبالنسبة للشبكة، ما يميز المغرب عن غيره من الدول الاخرى، هو حملة اللقاح الفعالة، فضلا عن أن 49 بالمائة من المغاربة أشاروا إلى أنهم تلقوا مساعدة إغاثية من الحكومة، وهو الوحيد من بين القائمة الذي صرح فيه مواطن من كل خمسة مواطنين أنه حصل على مساعدة.
هذا وأعلنت وزارة الصحة المغربية، الخميس، تسجيل 468 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في المملكة إلى 525443.
وأشاد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، في اجتماع للحكومة يوم الخميس، بـ"التقدم المطرد لعدد المواطنات والمواطنين المستفيدين من التلقيح رغم الصعوبات المرتبطة بتوفر اللقاح دوليا".
وقال رئيس الحكومة إن عدد الحاصلين على اللقاح قارب 10 ملايين بالتوازي مع "تحسن الوضعية الوبائية من حيث عدد الحالات النشطة والحالات الخطيرة والوفيات التي بقيت مستقرة"، بحسب رويترز.