عقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن قمة في جنيف الأربعاء، حيث بحث خلالها العلاقات الثنائية، وقضايا عالمية، ودولية ملحة، مثل الاستقرار الاستراتيجي والتعاون في مكافحة جائحة كورونا وتسوية نزاعات إقليمية.
كما ناقش فلاديمير بوتين وجو بايدن مجموعة من المواضيع منها مصير الاتفاق النووي الإيراني والأمن السيبراني.
قمة غياب التفاؤل
قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذة العلاقات الدولية، إن القمة لم يكن حولها تفاؤل كبير، وحصادها لم يكن كبيرا كذلك، مشير إلى أن التركيز الأساسي في القمة اقتصر على قضايا الاستقرار الاستراتيجي، وأبرزها معاهدة "ستارت 3" (معاهدة مبرمة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لمدة 5 سنوات).
وأضافت "الشيخ" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن القمة تطرقت أيضا لقضايا التسليح، ومنها التسليح النووي وبعض المنظومات الروسية المثيرة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة، مشيرة "هذا ملف مهم جدا للولايات المتحدة".
الهجمات السيبرانية صداع في رأس أمريكا
وتابعت "القمة ناقشت أيضا الهجمات السيبرانية"، لافتة أن "الولايات المتحدة تتعرض منذ 2018 لسلسلة من الهجمات السيبرانية، وتتهم بعض الهاكرز الروس بالضلوع في هذه الهجمات، وكانت تطلب تعاونا من روسيا في هذا الشأن".
ولفتت "كانت هناك مباحثات تتم بشكل وتنسيق دائم بين البلدين في هذا الملف، ولكن توقفت منذ سنوات، والولايات المتحدة لم تكن راغبة في استئناف المفاوضات"، مؤكدة "من حصاد هذه القمة استئناف المباحثات والمشاورات بشأن هذه المسألة وكذلك عودة السفراء بين البلدين".
وحول الملفات الإقليمية أكدت "الشيخ"، أنها لم تأخذ حيزا كبيرا من القمة الروسية – الإمريكية، لأن حجم الاختلاف والتناقض بها كبير جدا، وسوف يستمر هذا في المستقبل، متوقعة عدم وجود انفراجة فيما بين البلدين تجاه عدد من الملفات والقضايا الإقليمية في ظل تمسك كل منهما برأيه.
وأشارت "القمة لم تتطرق لبعض الأوضاع في المنطقة، ولكن ركزت بشكل أساسي على الاستقرار الاستراتيجي الخاص بالبلدين كما ذكرنا"، مضيفة "القمة ناقشت قضايا ثنائية تتعلق بالتوازن الاستراتيجي العالمي، ليس لها علاقة بالجزء الإقليمي".
وحول تغير التوجهات الأمريكية نحو روسيا أكدت "الشيخ"،أن التوجهات الأمريكية ثابتة ولم تتغير، وإن كان هناك تغير فهو في القول وليس الفعل، فـ السياسة الأمريكية تجاه الروس ثابتة ولم تتزعزع أو تتغير بتغير الرؤساء.
جو بايدن أكثر صراحة من ترامب
وحول تغير لهجة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن الرئيس الحالي جو بايدن تجاه روسيا قالت "ترامب رجل أعمال وكانت له مصالح في روسيا وعلاقات خاصة، ولكن بايدن كان أكثر منه صراحة فيما يتعلق بحجم المخاوف الأمريكية، وفي عهد تم تجديد معاهدة (ستارت 3)، وفي النهاية السياسية الأمريكية ثابتة، وهي سياسة دولة لا علاقة لها بالرؤساء".
وأكدت أن اللقاء وعقد القمة في حد ذاته أمرا إيجابيا، كما أن عودة السفراء بين البلدين إيجابي جدا؛ لإنه قناة تواصل بين البلدين.
أما فيما يتعلق بالتوافقات والموائمات المهمة والكبرى التي نتجت عن القمة، فـ أكدت أنها لا توجد، ولكن اتفقا الطرفان على بدء مشاورات ومباحثات فيما يخص القضايا الاقليمية العالقة فيما بينهما وهذا أيضا إيجابي جدا، ولكن هناك شكوك حول ما سوف تصل إليه المشاورات.
وعن أبرز التناقضات والاختلافات بين البلدين قالت "أهمها نظام الاقتصاد العالمي الجديد، فـ روسيا مع الصين يؤسسان لنظام اقتصادي عالمي جديد يٌحجم من الدولار، ويصبح أكثر عدالة، وتصبح فيه الولايات المتحدة مثلها مثل أي دولة، والدولار عملة مثل أي عملة"، مؤكدة أن ما تقوم به روسيا والصين يقلق الولايات المتحدة جدا، ومنزعجة منه، وينهي أي دور وهيمنة أمريكية.
وتابعت "هناك قضايا إقليمية لا حصر لها، منها: القضية الأوكرانية، وقضايا الشرق الأوسط".
واختتمت "الملف الوحيد الذي به توافقات وتريد روسيا عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، هو الملف الإيراني النووي".