الشيخ أحمد عباس طالب كفيف، ويعد قيثارة قرآنية ولدت من رحم المعاناة، إذ تحدى الإعاقة وحفظ القرآن الكريم باحترف الإنشاد الديني وقراءة القرآن فى الحفلات والمناسبات.
الحرمان من البصر لم يكن النعمة الوحيدة التى افتقدها القارئ والمنشد أحمد عباس، عندما ولد طفلاً كفيف البصر لأسرة بسيطة فى قرية دندرة بقنا، لكن مع أول أيامه فى الدنيا، فقد نعمة الأبوة التى كان من الممكن أن تعوضه ولو قليلاً عن نعمة البصر وظلمة الحياة، فقد قرر والده أن يتخلى عن زوجته وطفله ويهجرهما بلا عودة، بعدما تأكد أنه كفيف ليتركه مع والدته وفتاتين يعانون متاعب الحياة.
الحياة التى تسير بتدبير من رب قدير ما كانت لتحرم الطفل الكفيف من كل شىء، فقد أعطاه رب العباد صوتاً عذباً يشنف الآذان ويطرب القلوب المشتاقة إلى سماع آيات الذكر الحكيم، مع قدرة و إصرار على حفظ كتاب الله تعالى فى مرحلة مبكرة من عمره، ليثبت للجميع بأن الإعاقة ليست إعاقة الجسد ولكن الإعاقة الحقيقية تتجسد فى الكسل و الخمول و التخلى عن الأحلام المشروعة.
قبل أن يكمل الطالب أحمد عباس الشخيبى، مرحلته الإعدادية بالأزهر الشريف، تمكن من حفظ القرآن الكريم برواية حفص، و تمكن من إعتلاء منصة حفل زفاف مع قارىء ليحصل من وقتها على لقب "الشيخ أحمد"، بعدما أمتع الحضور بصوته المميز و أدائه الرائع، ليطالبونه بالاستمرار، و تكررت بعدها مشاركاته فى الكثير من المناسبات المختلفة.
يعتبر الشيخ محمد صديق المنشاوى رحمة الله عليه، قدوته فى قراءة القرآن الكريم، و يستمع كثيراً للشيخ عبدالباسط عبدالصمد و الشيخ محمد محمود الطبلاى، رحمة الله عليهم، أما فى الإنشاد الدينى فيرى فى الشيخان ياسين التهامى و أمين الدشناوى، أفضل المنشدين، لذا يحرص أن يتعلم ويقتدى بهم، حتى يصبح عضواً فى نقابة الإنشاد الدينى.
قال أحمد عباس الشخيبى "طالب بالصف الثالث الثانوى الأزهرى"، ولدت بقرية دندره التابعة لمركز قنا، حرمت من نعمة البصر، لكن الله أكرمنى بحفظ القرآن الكريم كاملاً، وصوت مميز جعلنى أتجه لقراءة القرآن الكريم و الإنشاد الدينى فى المناسبات المختلفة، فضلا عن حب الناس وترحيبهم بموهبتى وصوتى، و هو ما يجعلنى حريصاً على السير فى هذا الاتجاه.
و تابع الشخيبى، درست فى المعهد الأزهرى الابتدائى بدندره وكانت و من بعده معهد مبارك الإعدادى بمدينة قنا، وكانت والدتى تتولى مسئولية ذهابى وعودتى إلى المعهد، أما فى المرحلة الثانوية ومع تقدم سنى و تعرفى على أصدقاء، بدأت أعتمد عليهم فى الذهاب والعودة، حتى أخفف عن والدتى عناء المشوار.
و استطرد الشخيبى، انضممت لفرقة الإنشاد الدينى بقصر ثقافة قنا و شاركت معهم فى الكثير من الحفلات والمناسبات الدينية المختلفة، بجانب مشاركتى منفرداً فى حفلات ومناسبات متنوعة، و حصلت على جوائز كثيرة فى حفظ القرآن الكريم من معهد مبارك محمد على الذى أدرس به و جمعية الشبان المسلمين، و مركز دندره الثقافى وغيرها من الأماكن.
و أشار الشخيبى، إلى أن إصابته ليس لها علاج، فقد حسم الأطباء الأمر بشكل نهائى و أخبروا والدته التى لم تبخل عليه بأى شىء، بأن الموضوع منتهى ولا يصلح معه أى علاج، حتى يتعايش مع حالته، و هو ما تحقق فى إصراره على التحدي حتى يكون قادراً على مساعدة نفسه فى المستقبل و تعويض والدته عن جزء من معاناتها.
و أضاف الشخيبى، أسعى لتطوير قدراتى الصوتية وصقل موهبتى حتى أتمكن من التواجد بقوة بين المنشدين والمقرئين و أعتمد على نفسى، لكننى أعانى مع التكنولوجيا الحديثة التى سرعان ما تتطور و تتغير و تتطلب منى أن أواكبها فى ظل ظروف مادية صعبة، حيث أحتاج لوسائل و أدوات صوتية تعيننى على الحفظ وعدم النسيان و كذلك تسجيل ما أقوم بأدائه حتى أتمكن من تقييم نفسى و معالجة أى أخطاء قد تصدر عنى.