ألقى د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليوم، الأربعاء، كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في افتتاح فعاليات القمة الإسلامية الثانية للعلوم والتكنولوجيا المنعقدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
ونقل الوزير في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأعمال القمة تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي - لكل أشقائه من قادة وممثلي الدول الشقيقة في هذه القمة، كما قدم الوزير التهنئة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتوليها رئاسة القمة الثانية، كما قدم الشكر لجمهورية كازاخستان لتوليها رئاسة القمة الأولى.
وأكدت كلمة رئيس الجمهورية على التحديات التي تواجه العالم في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد، وما تمثله هذه الجائحة من اختبار لحاجة الدول إلى الكثير من القيم والمفاهيم الإنسانية، بدءًا من كيفية التعامل مع أزمة صحية ومرورًا بما يحكم علاقات الدول من أطر وقواعد، وترسيخ القناعة الإنسانية بأهمية التعليم، والعلوم والبحث العلمي وتطبيقاته، وحتمية تغيير مكانها على سلم أولوياتنا شعوبًا وحكومات.
وأشارت الكلمة التي ألقاها الوزير إلى أهمية مواصلة تنفيذ توصيات القمة الأولى، والتي أكدت على التزام الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بتخفيف وطأة الفقر، وزيادة ميزانية التعليم، وتوحيد الجهود لتحقيق الأهداف بخطة عمل منظمة التعاون الإسلامي لعام 2025 وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأشارت الكلمة إلى ضرورة دعم العلم والتكنولوجيا، والذي يعد حجر الزاوية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي في البلدان النامية، وركيزة أساسية نحو التنمية المستدامة، مشيرًا إلى انعكاس هذه الحقيقة في رؤية مصر 2030 حيث تلعب العلوم والتكنولوجيا والابتكار دورًا أساسيًا في التنمية السريعة والمستدامة؛ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من جميع مجالات نمو الأمة، بما في ذلك القضاء على الفقر وإتاحة التعليم للجميع والمحافظة على البيئة، وصحة الإنسان، وكذلك موارد الطاقة والمياه.
وأوضحت الكلمة التي ألقاها الوزير نيابة عن السيد رئيس الجمهورية بعض الخطوات الرئيسية التي اتخذتها الدولة المصرية على مستوى السياسات والتشريعات والتطبيقات؛ بهدف جعل العلوم والتكنولوجيا ركيزة للتنمية، بداية من إطلاق خطة طموحة لتطوير التعليم قبل الجامعي والاهتمام بكافة مكونات المنظومة التربوية، ودعمها من خلال إدخال المكون التكنولوجي، واعتماد نهج آخر، وهو مشروع مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مصر، من خلال التعليم المبتكر في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
وتطرقت الكلمة إلى ما تشهده منظومة التعليم الجامعي المصري من العديد من المشروعات القومية، مثل: إنشاء جامعات جديدة، إضافة إلى إنشاء عدد من الجامعات التكنولوجية المتخصصة، وعدد من أفرع الجامعات الدولية، لتوفير بيئة تدعم التحول الرقمي، والثورة الصناعية، واحتياجات سوق العمل، مع التركيز على التخصصات التكنولوجية الحديثة، والسعي الحثيث إلى ربط المستوى التعليمي والأكاديمي للخريجين بالقدرات والمهارات المطلوبة لوظائف المستقبل.
وأوضحت الكلمة أن مصر تشهد تطورًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا الفضاء، مشيرًا إلى إنشاء وكالة الفضاء المصرية؛ بهدف إنشاء ونقل وتطوير تكنولوجيا الفضاء وتوطينها، ورفع القدرات الذاتية لبناء وإطلاق أقمار صناعية من الأراضي المصرية، والتزام مصر بالطاقة النظيفة، وباستراتيجية الطاقة المتكاملة حتى عام 2035.
كما ألقت الكلمة الضوء على مبادرة العلم المفتوح التي تتبناها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهي حركة تسعى إلى جعل العلوم أكثر انفتاحًا وإتاحة وفعالية وديموقراطية وشفافية، مدفوعة بالإنجازات غير المسبوقة في العوالم الرقمية، مشيرًا إلى أن الانتقال إلى العلم المفتوح يسمح للمعلومات والبيانات والمخرجات العلمية بأن تكون متاحة بشكل أوسع (الإتاحة المفتوحة) موجهًا الدعوة إلى الجميع للمشاركة في "المنتدى الإقليمي الأول للعلم المفتوح" الذي سيعقد في مصر سبتمبر المقبل.
وفي ختام الكلمة تم التأكيد على دعم مصر الكامل لكل ما انتهت إليه توصيات القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، وترحيبها بكل ما يتم الاتفاق عليه من توصيات ومقترحات خلال القمة الحالية، مع التركيز خلال الفترة القادمة على كل ما من شأنه المساهمة في الجهود العالمية المبذولة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، سواء فيما يتعلق بتطوير وتصنيع الأدوية واللقاحات اللازمة أو اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لمواجهة الجائحة ومحاصرتها والحد من آثارها.