هناك من يقول إن الحسد كان من بداية الخليقة بين إبليس وسيدنا آدم وانتقل لقابيل وهابيل فما حقيقة هذا؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق.
وقال علي جمعة ردا على السؤال إن هذا القول غير صحيح ، لأن الذى كان بين إبليس وآدم ليس حسدا، فلم يكن إبليس يتمنى زوال النعمة بل كان حقدا.
وأضاف علي جمعة خلال برنامج “والله أعلم” المذاع على cbc أن الذى يشترك فيه الحسد والحقد هو الغيظ، وإبليس حقد على آدم وتكبر عليه وبذلك فهو ليس حسدا.
وأوضح أن الحسد يكون بتمنى زوال النعمة من أحد، مثل شخص يرى سيارة بها تكييف فيظل ينظر إليها لكي يحسد صاحبها لأنه يجلس فى التكييف وهو يقف فى الشارع فى الحر والتراب.
وتابع "جمعة" أما الغبظة تكون بتمني الخير فيقول يا رب أرزقنى بسيارة مثلها بها تكييف ترحمنى من الحر والتراب.
الفرق بين الحقد والحسد والغبطة
قال الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر، إن هناك فرقا بين الحسد والحقد والغبطة، فالحسد هو تمني زوال نعمة المحسود بمعنى يدعي الإنسان بزوال نعمة عند شخص حتى تأتي له، أما الحقد فهو درجة أعلى من الحسد، وهي تمني زوال النعمة من المحسود ولا يشترط أن تذهب لأي شخص لكن المهم أن تزول النعمة من عنده، أما الغبطة هي أن تتمنى أن يكون لك مثل الإنسان المحسود بمعنى أن يعطيه الله ويزيده ثم يعطيني مثله أو معه.
وأشار وهدان، خلال برنامج "الدين والحياة" على فضائية "الحياة"، إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"، ناصحا للوقاية من الحسد والحقد على الإنسان أن يقرأ المعوذتين، مطالبا بعدم الحقد والحسد بين الناس لأن النعم كلها بأمر الله وهو الذي يقدر ذلك وما عند الله يطلب بطاعته ولا يعطى بمعصيته.