قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حكم الجهر بالنية عند تكبيرة الإحرام في الصلاة .. الإفتاء توضح

تكبيرة الاحرام
تكبيرة الاحرام
×

حكم الجهر بالنية عند تكبيرة الإحرام في الصلاة .. قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا ينبغي الجهر بالنية إلا بمقدار ما يُسمِع الإنسان نفسه، فلا يرفع صوته بها بطريقة تشوِّش على إخوانه وتثير البلبلة خاصةً فى صلاة الجماعة، كما يحدث فى كثير من الأحيان.

وأوضحت «الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال:«ما حكم الجهر بالنية فى الصلاة، كأن يقول المصلي: (أصلي صلاة الصبح فرضًا لله تعالى نويت الله أكبر)؟»، أن النية محلها القلب، وهذا لا ينافي أن التلفظ بها مشروع، بل هو مستحب، خاصةً إذا كان ذلك يساعد المصلي على استحضار النية وجمع الهمة على الصلاة.

وتابعت أن النية قصد الشيء مقترنًا بفعله، والقصدُ عمل قلبي، فلا يشترط لها النطق باللسان، فلو اكتفى الناوي بعَقْد قلبه على العبادة التي ينويها من صلاة وغيرها؛ لم يلزمه النطق بها.

وواصلت أنه يُسَنُّ التلفظ باللسان لمساعدة القلب على ذلك كما قال جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة؛ كأن يقول: «نويت أن أصلي فرض الظهر».

واكملت أن اللفظ يكون سابقًا على تكبيرة الإحرام، أما النية القلبية فتكون مقارنة لها؛ لأنها أول الصلاة، والأصل في النية مقارنتها للفعل، وقد ورد الشرع باستحباب التلفظ بالنية في بعض المواطن كالحج وغيره.

وأكدت أنه إذا لم يتمكن المكلف من استجماع النية إلا بالتلفظ بها؛ فلا ينبغي أن يُختلَفَ أنها حينئذٍ واجبة؛ إذ من المقرر في أصول الفقه أن «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب»؛ فوسيلة الواجب واجبة، ووسيلة .

كيف تكون النية محلها القلب


قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن النية مَحَلُّها القلب، فهي عمل من أعمال القلب، والنية لابد فيها من المقصود الحَسَن، وتكون النية بقصدٍ حسن عندما تكون موجَّهة لله رب العالمين، فالإخلاص هو سر الأعمال، والأعمال التي تتم من غير إخلاص أعمال عليها علامة استفهام، وفي الغالب الأعم لا تُقبل عند الله سبحانه وتعالى، أما الأعمال التي تتمُّ وفيها إخلاص فإن عليها كثير من الثواب، يقول الإمام الفُضَيل بن عِيَاض -رحمه الله تعالى-: لا يَقبل الله العمل إلَّا بالإخلاص والصواب.

وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية قائلا: تكلَّم العلماء على هذين الركنين: الإخلاص والصواب، متى يكون الأمر فيه إخلاص؟ عندما يكون لله وحده، وتكلَّموا عن أن الإخلاص على ثلاثة أنواع أو مراتب ، ولكن هناك عموم الناس إخلاصه أن يكون العمل خاليًا من الرياء، والرياء هو الشِّرك الخفي كما وصفه رسول الله ﷺ ، فينبغي عليك عندما تصلي ألًّا تصلي للناس، وألَّا تُرائي بعملك هذا من أجل أن يُقال عنك إنك مُصَلِّي، وعندما تُجاهد في سبيل الله سبحانه وتعالى لا تفعل هذا من أجل أن يُقال عنك إنك شجاع، وعندما تتعلَّم العِلْم لا تُريد بذلك الشُّهرة والمَجد والفَخَار، وأن يُقال عنك إنك عالم ويُشار إليك بأنك عالم، لا تفعل هذا من أجل هذا، بل لوجه الله وحده، ومن أجل أن يرضى عنك الله؛ لأن الله أمرك بالعبادة، وأمرك بالعلم، وأمرك بكل خير يجب أن تفعله، فلابد عليك أن تفعله وأنت مخلص إخلاصًا لا شَوْبَ فيه ولا رياء فيه، لا الخفي ولا الظاهر، لله رب العالمين ، هذا إخلاص عموم الناس.


وأوضح أن هناك إخلاص آخر، وهو إخلاص المحبين، وفيه الإنسان يعمل العمل إجلالًا لله، يعني كأنه سوف يفعل هذا حتى لو لم يأمر به الله، يعني الله سبحانه وتعالى لو خيَّرَنا في الصلاة، يعني الصلاة فرض، لكن نفرض أن ربنا جل جلاله قال إن الصلاة ليست فرض، كنا هنصليلُه، لماذا ؟ لإننا بنحبه، يعني الذي وجَّه العمل عند المحبين حبهم لله رب العالمين، وأنه مُستحقٌّ للعبادة، وأنه مستحق لأن يبذلوا نفوسهم في سبيله سبحانه وتعالى، فإخلاص عموم الناس أن يكون خاليًا من الرياء، لكن إخلاص المحبين شيء آخر، وهو تعظيم الله، حب الله، إجلال الله في قلوبهم.


وتابع: هناك نوع آخر من الإخلاص، وهو إخلاص المُقَرَّبين، وإخلاص المقربين يأتي مِن مَا يُسمونه بالشهود، المقربون يحدث لهم حالة كأنهم ينفصلون عن الكون، ويشاهدوا ما الذي يحدث في الكون، فيروا فِعل الله سبحانه وتعالى أنه أعطى هذا، وأغنى هذا، ومَنَع هذا، وأفقر هذا، وأمرض هذا، وجعل هذا عالِمًا، وجهل هذا جاهلًا، وجعل هذا متسامحًا، وجعل هذا حقودًا، أَمْر الله في الكون يراه، هذه المشاهدة للكون وكأنه ينظر لشيء ويشاهده تجعله دائمًا يرى فعل الله في الناس، وتجعله دائمًا يُسلم لأمر الله فيهم، ويقول دائمًا: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، آمنَّا بالله، ويجعل نفسه هو أحد الأفراد، ولذلك فهو لا يطلب ولا يرفض، هذا حال المقربين، حال المقربين إخلاصهم مبني على الشهود،

واستطرد: يمكن أن نقول: إن حال الإخلاص عند عموم الناس هو الخلو من الرياء، وعند المحبين هو إجلال الله وتعظيمه وحبه، وعند المقربين هو الشهود، الشهود هذا هو غاية المراد، لأنها تصل بالإنسان إلى الرضى بقدره وبقضائه وبحكمه ، فلا يستطيع الغضب ولا الاعتراض، ولا التَّبَرُّم ، تسليم مطلق لقضاء الله .