قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

اتهام بالتزوير ووعود بالفوضى والعودة.. نتنياهو وترامب وجهان لعملة واحدة بعد السقوط

نتنياهو وترامب
نتنياهو وترامب
×

أصبح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، شبيهًا بالرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حتى الرمق الأخير، مع فوز "حكومة التغيير" بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد، بثقة الكنيست وحصولها على 60 صوتًا مقابل 59 صوتًا "رفض".

وصوت الكنيست لصالح حكومة الائتلاف الجديدة التي شكلها معارضو نتنياهو بعد سنوات من عدم الاستقرار السياسي وجولات انتخابات مبكرة، ومن المقرر أن يترأسها بينيت بالتناوب مع يائير.

وبفوز حكومة خصوم نتنياهو السياسيين، انتهت فترة الولاية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي تعد الأطول في تاريخها، والتي بلغت 15 عامًا منها 12 متتالية.

وتماما مثل ترامب، بدا نتنياهو متخبطًا مصدومًا، يثير البلبلة والفوضى ويتعهد بالعودة للحكم مجددًا وإسقاط حكومة بينيت، كما تداخلت لغتهما وتشابهت، لأن إحساسهما الغامر بالحصانة مشوش بالعملية الديمقراطية، حسبما وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وأمس الأحد، تعهد نتنياهو في كلمة له بالكنيست، قبل التصويت على تشكيل حكومة التغيير، بالعمل على إسقاطها في أسرع وقت ممكن.

وأعرب نتنياهو، عن شكوكه في أهلية رئيسي حزبي "يمينا" نفتالي بينيت و"هناك مستقبل" يائير لابيد في أداء مهام رئيس الوزراء.

تزوير الانتخابات

بالإضافة إلى ذلك وكما فعل ترامب بالحديث عن مزاعم تزوير في الانتخابات التي فاز بها خلفه الرئيس جو بايدن، وجه نتنياهو انتقادات شديدة اللهجة إلى بينيت، متهما إياه بارتكاب "عملية احتيال كبرى لن ينساها الجمهور" و"سرقة آلاف أصوات اليمين بالغش ونقلها إلى اليسار".

ووصف نتنياهو، زعيم "يمينا" وحلفائه بأنهم "اليمين الزائف"، ووعد بالعودة مجددًا للحكم قريبًا، مثلما تعهد ترامب أيضًا بذلك، وأعلن استعداده للترشح في انتخابات عام 2024.

وعلى غرار ترامب أيضًا، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أن نتنياهو قرر عدم إقامة مراسم احتفالية لتسليم المنصب لخلفه نفتالي بينيت، وهو تقليد اتبعته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على اتباعه.

وقالت الهيئة إن نتنياهو يتصرف على غرار ترامب عندما رفض حضور حفل تنصيب خلفه جو بايدن.

من جانبه، كتب معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوسي فيرتر" عن نتنياهو: "ظهر حزينًا، غاضبًا، ضعيفًا، مثل ترامب حتى اللحظة الأخيرة".

وهذا عكس ما ظهر به نتنياهو في المرة السابقة التي خسر فيها منصب رئيس الوزراء في عام 1999، إذ أنهى ولايته وهو يحمل كأسا من النبيذ ووجه عبارات الترحيب بزعيم حزب العمل حينها إيهود باراك، الذي هزمه في الانتخابات، وفقًا لوكالة "رويترز" للأنباء.

وردًا على سؤال عن سبب عدم تكرار هذا المشهد الآن، قال توباز لوك المساعد البارز لنتنياهو لإذاعة "جيش الاحتلال": "هذا فقط ما يحدث".

وأضاف أن نتنياهو "لديه كل الدوافع للإطاحة بهذه الحكومة الخطيرة بأسرع ما يمكن"، لكنه رفض الكشف عن استراتيجية رئيس الوزراء السابق للعودة، واكتفى بالإشارة إلى هامش الدعم البسيط الذي قوبلت به الحكومة الجديدة في البرلمان.

وأشار إلى أن الحكومة الجديدة تتلقى تقارير من مستشاري نتيناهو الدبلوماسيين والأمنيين لضمان تسليم السلطة بسلاسة ونظام.

عنف وفوضى

وفي تحليل سابق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ذكر أن تأليه أساليب نتنياهو، بأي ثمن، يجعل العنف يلوح في الأفق، كما أن أحداث 6 يناير في أمريكا، عندما اقتحمت حشود حرضها ترامب مبنى الكابيتول، ليست بعيدة عن أذهان الإسرائيليين.

وأوضحت المحللة السياسية داليا شيندلين، أنه "على مدى أكثر من 10 سنوات، أقنع نتنياهو نفسه بأن أي شخص آخر يحكم إسرائيل سيشكل تهديدا وجوديا، وإن تكتيكاته الحادة تمثل تحديا مباشرا للانتقال السلمي للسلطة".

واستخدم نتنياهو الانقسام والخوف كأداتين سياسيتين مفضلتين لديه، ومثل أمريكا، فإن إسرائيل منقسمة لدرجة أن رئيس جهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، حذر من تداعيات "الخطاب شديد العنف والتحريض".

وظهرت الفوضى بشكل بدائي، أمس خلال جلسة الكنيست، عندما قاطع عدد من النواب الإسرائيليين، كلمة رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، أثناء عرض برنامج حكومته قبل التصويت على نيل الثقة.

وصرخ عدد من المعارضين فور اعتلاء بينيت المنصة، ورفضوا شكل حكومته وبرنامجها، ما أدى إلى اضطراره إلى التوقف عن الحديث مرارا.

وتدخلت عناصر الأمن في الكنيست إلى إخراج أحد النواب الذين إلى خارج القاعة بعدما رفع صورة مسيئة لـ بينيت، وبرغم أن نتنياهو كان متواجدًا لكنه كان صامتًا.

ومن المقرر أن يجتمع نتنياهو، اليوم الاثنين، مع بينيت لتسليمه السلطة، حيث سيتولى الأخير كرسي رئيس الوزراء حتى أغسطس 2023، فيما سيعود إلى لابيد في هذه الفترة منصب وزير الخارجية، ثم سيتبادلان المنصبين حتى انقضاء صلاحيات الدورة الحالية من الكنيست في نوفمبر 2025.