"سرطان شرير يستحق الإعدام"، هكذا وصف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، موسيقى البوب الكورية "KPop"، معلنا الحرب على موسيقى "البوب" الكورية الجنوبية، التي تؤثر سلبا من الناحية الثقافية على الشباب في بلاده.
كيم جونغ أون لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل اعتبر هذا النمط الموسيقي الذي بات يحظى بشهرة تخطت حدود الكوريتين، بأنه "سرطان شرير"، يعمل على "إفساد زي الشباب في كوريا الشمالية، وتسريحات شعرهم، وسلوكياتهم".
سر مخاوف كيم جونغ أون
مخاوف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، تسببت بها حالة الهوس التي خلفتها موسيقى "البوب الكوري KPop" التي لم تتوقف عند حدود سول أو جارتها بيونج يانج، بل إنها اجتاحت العالم بأكمله، وباتت الفرق الموسيقية الكورية لونا أساسيا مطروحا على الساحة الفنية العالمية، بعد أن حققت الأفلام والمسلسلات الكورية نجاحا لافتا، وحصدت جوائز مهمة، وبات لها جمهور واسع.
وجاءت أغنيات الـ"كيبوب" لتحتل مساحات على الخريطة الموسيقية العالمية، فتخطى الإعجاب بها فكرة الظاهرة المؤقتة، ولم تعد توصم بأنها مجرد أغنيات "مراهقين"، وإن كانت بداية انتشارها الحقيقية بين هذه الفئة بالفعل.
صناعة ضخمة ومنافس لا يستهان به
انتشار موسيقى "البوب الكوري" لم يكن مصادفة، بل إنها صناعة ضخمة وثقافة تغلغلت في المزاج الموسيقي العالمي، وتدريجياً، أصبح "البوب الكوري" منافساً لا يستهان به للموسيقى الهندية، التي تتمتع هي الأخرى بشعبية كاسحة بنتها على مدى عقود، حيث إن مريديها من كل أنحاء العالم يرددون الأغنيات الهندية على الرغم من عدم إلمامهم باللغة.
ولا تزال الفرق الكورية الجنوبية أو "KPop" تقدم إنتاجها الأكبر باللغة الكورية، وبعضها يطعم أغنياته بالإنجليزية.
الفرق الكورية صعود بلا توقف
أسماء الفرق الكورية باتت محفوظة بين أوساط كثيرة، نظراً لأن المواضيع التي يتم تناولها في الأغنيات تعايش مشكلات عصرية تواجه الشباب كثيراً بينها أزمات الصداقة والتنمر والحب والعائلة، وتطرحها تلك الفرق من وجهة نظر هذا العمر، وبطريقة بسيطة.
ومن أشهر فرق "البوب الكوري" فرقة "بي تي إس BTS"، وهي مجموعة "Kpop" الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، احتلوا المركز الأول على iTunes في أكثر من 65 دولة، والمركز الأول على مخطط Billboard Social 50 لمدة 114 أسبوعا على التوالي، وكانوا الفرقة الكورية الوحيدة التي تقوم بجولة حفلات في الولايات المتحدة، والفرقة الأولى التي تحصل على جوائز في حفل البيلبورد، جائزة أفضل فرقة لعام 2019 وجائزة أفضل فنان اجتماعي في حفل جوائز البيلبورد لثلاث سنوات على التوالي "2017 ،2018 ،2019".
وهناك أيضا فرقة "بلاك بينك BLACKPINK"، المكونة من جيني، ليسا، جيسو، وروز، والفرقة تعتبر واحدة من أكثر الفرق شعبية وشهرة، حيث تلاقي كل أغنية تصدرها BLACKPINK نجاحا خاصا بها، وقد تبقى عالقة في رأسك لعدة أيام.
بالإضافة إلى الفرقتين السابقتين توجد فرقة "مونستا إكس MONSTA X" موسيقاهم عبارة عن مزيج من موسيقى الهيب هوب و EDM والبوب، و كل أغنية تعتبر عالمًا قد ترغب الخوض فيه.
وتوجد كذلك فرقة "توايس TWICE" وهي فرقة الفتيات التي تعتبر عشق الشعب الكوري والمعجبين حول العالم، وجعلت الإيقاعات المميزة والمزيج الموسيقي المتنوع من "توايس TWICE" أحد أكثر الفرق الكورية الجنوبية إدمانًا في الوقت الراهن.
هذا جزء من مجموعة كبيرة من الفرق الموسيقية الكورية الجنوبية المنتشرة حول العالم، والتي حققت صيتا واسعا فاق الحدود، وباتت موسيقاها ملء السمع والبصر.
قوانين صارمة في بلاد كيم جونغ أون لمواجهة “KPop”
وأصدرت بيونج يانج في ديسمبر الماضي، حزمة قوانين تنص على القبض على أي شخص ضبط متلبسا وهو يشاهد أو يمتلك محتوى مصدره كوريا الجنوبية، مع أحكام قد تصل إلى الأشغال الشاقة مدة 15 عاما.
كذلك نصت القوانين على الحكم بالسجن لعامين لكل من ضبط وهو يغني أو يتحدث أو يكتب "بأسلوب كوري جنوبي"، وطبقا للقوانين الجديد، قد يواجه مهربو موسيقى "البوب" أو أي محتوى صادر عن وسائل إعلام كورية جنوبية، عقوبة الإعدام.
وأعدم مواطن كوري شمالي رميا بالرصاص، لبيعه أسطوانات تحوي موسيقى كورية جنوبية.
ويسعى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى التضييق على الشباب، والحد من النفوذ المتنامي لوسائل الإعلام الكورية الجنوبية، حيث يعتبر الغزو الثقافي مقدمة لغزو أخطر.