دعاء سيد الاستغفار..إن من لزمالإستغفاركل يوم جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، ففيهتوحيد لله واعتراف بالعبودية والذنب والرجاء للعفو والغفران.
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"،وهذه الصيغة هي من أكمل الصّيغ، وتقال صباحًا، ومساءً كالأذكار، فمن قالها دخل الجنّة.
دبر الصلاة كأنه اعتذار عن التقصير فيها؛ لأننا مهما بلغنا من الخشوع فلن يكون هذا على قَدْر الله العظيم الذي نقف بين يديه ونطلب منه، وهذا شبيهٌ بما ذكره الله عز وجل في شأن الحجاج وهم يطوفون طواف الإفاضة؛ حيث قال: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199]؛ فالاستغفار في هذه الموضع لجبر أيِّ تقصير كان في العبادة، فلْنستغفر اللهَ ثلاثًا بعد الصلاة، ولْنُعَظِّم اللهَ بالصيغة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان رضي الله عنه، ولْنعلم أن ثواب الأعمال مرتبطٌ بقبول الله لها، وقد يكون استغفارنا هو الرجاء الذي نُقَدِّمه لله لكي يقبل منا.
فضل دعاء سيد الاستغفار
عَن شَدّادِ بنِ أَوْسٍ "أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: «ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ؟ اللّهُمّ أَنْتَ رَبّي لاَ إِله إلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِن شَرّ ما صَنَعْتُ وأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ وأعتَرِفُ بِذُنُوبِي فاغْفِرْ لِي ذُنُوبي إنّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلاّ أنْتَ، لاَ يَقُولُهَا أحَدُكُمْ حِينَ يُمْسِي فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الجَنّةُ وَلاَ يَقُولُهَا حِينَ يُصْبِحُ فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ أنْ يُمْسِي إلاّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنّةُ»، رواه الترمذى، حديثٌ حَسَنٌ.
قال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قول النبى: « ألاَ أَدُلّكَ عَلَى سَيّدِ الاسْتِغْفَارِ؟»، قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعًا لمعاني التوبة كلها استعير له إسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في الأمور، وقوله –صلى الله عليه وسلم- «خَلَقْتَنِي وَأنَا عَبْدُكَ» هى بيان للتربية والتأدب مع الله تعالى، أي أنا مخلوقك ومملوكك.
وأوضح الإمام فى شرح الحديث، أن قول النبى « وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ» أي أنا مقيم على الوفاء بعهد الميثاق بقدر طاقتي وأنا موقن بوعدك يوم الحشر والتلاق، وقيل: أي أنا على ما عهدتك ووعدتك من الإيمان بك والإخلاص من طاعتك، وقيل: أى أنا مقيم على ما عاهدت إلى من أمرك ومتمسك به ومتنجز وعدك في المثوبة والأجر عليه.
وبين الإمام أن اشتراط الاستطاعة هو اعتراف من الإنسان بالعجز والقصور عن القيام بالواجب في حقه تعالى، أي لا أقدر أن أعبدك حق عبادتك ولكن أجتهد بقدر طاقتي، وقول رسول الله « وأَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيّ» أي أعترف بها، وقوله « وأعتَرِفُ بِذُنُوبِي» قال الطيبي: أعترف الإنسان أولًا بأنه تعالى أنعم عليه ولم يقيده ليشمل جميع أنواع النعم، ثم أعترف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها ثم بالغ فعده ذنبًا مبالغة في هضم النفس تعليمًا للأمة الإسلامية.
وأضاف المباركفورى، أن الإمام الحافظ قال: ويحتمل أن يكون قوله "أبوء لك بذنبي" اعتراف بوقوع الذنب مطلقًا ليصح الاستغفار منه لا أنه عد ما قصر فيه من أداء شكر النعم ذنبًا، وقوله « إنّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلاّ أنْتَ» أي ما عدا الشرك، «لاَ يَقُولُهَا.. فَيَأْتِي عَلَيْهِ قَدَرٌ قَبْلَ ..» أي هذه الكلمات، والمراد من "القدر" الموت، فإن سئل: المؤمن وإن لم يقلها فهو من أهل الجنة؟، وأجيب: بأنه يدخلها ابتداء من غير دخول النار لأن الغالب أن الموقن بحقيقتها المؤمن بمضمونها لا يعصي الله تعالى أو لأن الله يعفو عنه ببركة هذا الاستغفار.
فضل دعاء سيد الإستغفار
قال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن منتهى أحلام المؤمن أن يدخل الجنة؛ ولكن قد تَحُول الذنوب بين العبد وبين مراده؛ فالذنوب لا تتوقَّف، والملائكة تُحْصِي بدقَّة، وحُلم دخول الجنة يتعرَّض للخطر.
وأضاف "وسام" خلال لقائه بقناة الناس، أن رسول صلى الله عليه وسلم يحبُّ لنا الخير والنجاح، وقد عَلَّمَنا قولًا نقوله كلَّ صباح ومساء يجعلنا بإذن الله تعالى من أهل الجنة، وهو سيد الاستغفار، وروى البخاري عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ"، قَالَ: "وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ"
وأشار الى أن دعاء سيد الإستغفار الذى علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أياه هو دعاء جليل القدر كله إعترافًا بين يدى الله عز وجل بالإنكسار وطلبً أن يعاملنا الله تعالى بما هو أهله لا بما نحن اهله فهو جدير بهذه التسمية سيد الإستغفار أوله إعترافًا بالروبوبية وإكرامًا بالأولهية، فالأولهية ما يصدر منك توجهًا للمولى عز وجل والربوبية ما يربك به وينعم عليك ويقدرك، فكلما إفتقر الإنسان بين يديه ربه كلما كان مؤهلًا لتنزل العطايا والنفحات والبركات من عند رب أهل الأرض والسماء.
هل الطاعات تكفر كبائر الذنوبقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الطاعات لا تكفر الكبائر ولكنها تكفر فقط صغائر الذنوب .
وحقوق الناس يكون بالتوبة المخصوصة وإعادة حقوق الناس لأصحابها وتنقية النفس من مظالم الناس.
أوقات الاستغفار
شرع الله -تعالى- للمسلم أن يستغفره، ويعود إليه في كلّ وقتٍ، خاصّةً في الاوقات المستحبّة الّتي تكون في ختام الأعمال الصّالحة؛ لأنها تجبر النّقص الحاصل فيها، ومنها الاستغفار عندما ينتهي المسلم من صلاته، وكاستغفاره عند أداء فريضة الحجّ، ولكن أوجب الله -تعالى- على المسلم أن يستغفر إذا ارتكب أيًّا منالمعاصي، والآثام، وأفضل وقتٍ للاستغفار هو ما كان في وقت السّحر.