تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “كيف أستعد للقاء الله عز وجل؟”.
أجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن الاستعداد للقاء الله يكون بفعل الطاعات والبعد عن المحرمات.
وأضاف أحمد ممدوح: أنه جاء رجلٌ إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ميَسألُ عن الإسلام، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خمسُ صلواتٍ في اليوم واللَّيلة))، فقال هل عليَّ غيرها؟ قال: ((لا، إلاَّ أن تَطوَّع))، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وصيام رمضان))، قال هل عليَّ غيرُه؟ قال: ((لا، إلاَّ أن تَطوَّع))، قال: وذَكَر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم - الزكاة، قال هل عليَّ غيرها؟ قال: ((لا، إلاَّ أن تَطوَّع))، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أَزيد على هذا ولا أنقص، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَفْلحَ إنْ صَدَق)).
أشار خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب، إلى أنه لو مات الإنسان وهو مواظبا على الطاعة ويعمل ما أمر به ويبتعد عن عن المحرم عنه وقابل الله على هذا فتكون ذمته بريئة، عفلو استطاع أن يزيد بعد ذلك على الواجبات بعمل بعض المستحبات والمندوبات وتقرب إلى الله بالنوافل والطاعات فهذا أفضل له.
طرق التقرّب إلى الله
تتعدّد الطرق التي توصل إلى الله -سبحانه- وتتسع، ولقد عرّفها الله -تعالى- لعباده حتّى يسهل عليهم الوصول إليه سبحانه، ونيل الفضل العظيم جرّاء ذلك، ومنها:
- أوضح ما يوصل إلى القرب منه -سبحانه- ما ذكره الله -تعالى- في الحديث القدسيّ: «من عادَى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الَّذي يُبصِرُ به، ويدَه الَّتي يبطِشُ بها، ورِجلَه الَّتي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه».
ففي شرح الحديث الشريف أنّ أفضل ما يقرّب العبد إلى ربّه هو أداء الفرائض التي افترضها عليه، والفرائض بعمومها من أركان الإسلام الخمسة، الصلاة والصيام والزكاة والحج، فإن أداها العبد كما أراد ربّه سبحانه، وأخلص النية فيها لوجه وحده كانت تلك أعظم ما يقرّب العبد إلى ربّه، وفي الحديث الشريف عن الرجل الذي جاء يخبر النبي -عليه السلام- أنّه لن يزيد على الفرائض التي افترضها الله تعالى عليه، فأخبره النبي -عليه السلام- أنّه من أهل الجنّة إن صدق بقوله ذاك.
- وتأتي النوافل بعد الفرائض، وهو تتمّة ما ورد في الحديث القدسيّ والنوافل تزيد من اصطفاء الله -سبحانه- للعبد حتّى ترفعه إلى أعلى الدرجات، وهي تتكامل مع الفرائض حين يُحاسب العبد على أعماله يوم القيامة، فالفرائض تسهّل على العبد أن يأتي النوافل، والنوافل تجبر الزلل أو التقصير الذي حصل من العبد في الفرائض، والنوافل هي سنن النبي -عليه السلام- سنّها لأمته، فإتيانها اتّباع لخطى النبي -عليه السلام- في طريق القرب من الله عز وجل، ولذلك قال أحد أهل العلم: (لم يضيِّعْ أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السُّنن، ولم يُبْلَ أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع)، وفي المقابل فإنّ من يحافظ على الفرائض كما أوجبها الله -تعالى- كانت سبباً في ثباته على السنن، ومن ثبت على السنن، كان أبعد ما يكون عن البدع.
- النوافل الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي يأخذ المسلم منها بقدر ما يشاء، فمن ذلك وأشهر ما وصّى به النبي -عليه السلام- صلاة اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة، هنّ النوافل تؤدّى مع الصلوات الخمس، وفي فضلهنّ ذكر النبي - عليه السلام-: «ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا، غير فريضةٍ، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنةِ» وفى لفظ آخر: « أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ»، ومن السنن كثرة ذكر الله – تعالى-، وقد خصّص النبي بعض المواعيد لذكر الله سبحانه، منها بعد الانتهاء من الصلاة المكتوبة أن يسبّح المسلم ربه ثلاثاً وثلاثين ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويكبّر ثلاثاً وثلاثين ويتم المئة بقول: « لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».