قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية للحساسية والمناعة، إن الفطر الأسود ليس معديًا وبالتالي لا يمكنه الانتقال بين البشر والحيوانات، ويصاب الأطفال ناقصو المناعة بهذه الفطريات عن طريق ملامسة الفطريات في بيئتهم المحيطة.
أضاف “بدران”، في تصريحات لـ “صدى البلد”، "إذا تم استنشاق هذه الفطريات يمكن أن تصيب الرئتين أو الجيوب الأنفية، وإذا دخلت الفطريات الجلد من خلال جرح أو كشط أو حرق أو أنواع أخرى من الصدمات الجلدية؛ يمكن أن يتطور الفطر أيضًا على الجلد، كما يمكن أن تنتشر لاحقًا إلى مجرى الدم، وتصل أيضًا إلى أعضاء مثل الدماغ والقلب والطحال.
وتابع أنه في حين أن معظم حالات الفطر الأسود السابقة كانت متقطعة ، حدثت في الماضي في أماكن الرعاية الصحية بسبب الضمادات اللاصقة، وخافضات اللسان الخشبية ، وبياضات المستشفيات ، وغرف الضغط السلبي ، وتسرب المياه ، وسوء ترشيح الهواء ، والأجهزة الطبية غير المعقمة ، وبناء المباني، كما ارتبط تفشي ظهور الحالات المحلية بالصدمات التي تحدث أثناء الكوارث الطبيعية.
وأكد خبير المناعة أن الفطريات السوداء نادرة ولا تصيب الأطفال غالباً إلا ناقصى المناعة الشديدة، و الوفيات فى هذه الحالات عالية.
ويعد الفطر الأسود فطريات تعيش عادة في التربة والمواد العضوية المتحللة، وهى جراثيم انتهازية (تنتهز فرصة قلة المناعة ) نادرة، تسبب مرضًا خطيرًا ومميتًا في بعض الأحيان.
الفطر الأسود والأطفال المبتسرين
وأشار “بدران”، إلي أن حدثت بعض حالات العدوى النادرة فى خارج مصر عن طريق الإدخال المباشر في القناة الهضمية باستخدام أنبوب معدي أو أنفي معدي فى الأطفال المبتسرين .
واستطرد “قد تكون التغذية المعوية والأدوية الفموية أيضًا مصدرًا للعدوى عند الأطفال المبتسرين وحديثي الولادة، لأسباب متنوعة مثل الجهاز الهضمي غير الناضج منذ الولادة المبكرة ،والاختناق أثناء الولادة، ووجود التهاب الأمعاء والقولون”.
وأوضح أنه يمكن أن يعاني ما يصل إلى 8٪ من حديثي الولادة المبتسرين الذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة من قلة الخلايا المناعية الأكولة.
ونوه بأنه حتى عند وجودها بأعداد كافية ، تُظهر الخلايا الأكولة فى حديثي الولادة ضعفًا في الانجذاب الكيميائي نحو الفطريات، والقدرة على التهامها مع ضعف التفاعلات الكيمائية داخلها، مما يضعف قدرتها على تدمير الفطريات.
الفطر الأسود يهاجم الأوعية الدموية
وأوضح أنه في الجهاز الهضمي ، تستمر هذه الفطريات في غزو الأنسجة نتيجة لطبيعتها الوعائية، تتلف الفطريات وتخترق الخلايا البطانية وبروتينات المصفوفة خارج الخلية التي تبطن الأوعية الدموية في عملية يمكن أن تؤدي إلى انتشار سريع للأنسجة فى المبتسرين، وتؤدي فطريات العفن الأسود إلى تجلط الشرايين أكثر من تجلط الدم الوريدي .
وأشار إلى أنه يمكن أن يؤدي ذلك إلى حرمان الأنسجة المصابة من التغذية الدموية والأكسجين و منع وصول الخلايا المناعية والعوامل المضادة للفطريات إلى بؤر العدوى مما يجعل من الصعب علاج الفطريات بالعلاج الطبي وحده.
لفت إلى أن التهاب الفطر الأسود فى المعدة والأمعاء يختلف حسب العمر، ففى البالغين أقل من 4٪ من حالات الفطر الأسود المخاطي تؤثر على الجهاز الهضمي ، بينما في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و 18 عامًا ، التهاب الجهاز الهضمي ثاني أكثر المظاهر شيوعًا (21٪ من الحالات) ، بعد الالتهابات الجلدية في الأطفال أقل من شهر من العمر.
واختتم بأن التهابات الفطر الأسود فى المعدة والأمعاء تعد أكثر مظاهر الإصابة بفكر العفن الأسود شيوعًا ، حيث تمثل أكثر من نصف (54٪) جميع حالات الإصابة عند الأطفال حديثي الولادة.