تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: هل يعرف الإنسان أنه ليس بمنافق؟.
وأجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا: لماذا تقول أنك منافق؟!، لا ينبغي عليك أن تصف نفسك بالنفاق، بل قل الحمد لله أنا مؤمن أحافظ على العهود والوعود ولا أكذب ولا أفجر إذا ما خاصمت.
وأضاف عويضه عثمان، خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب: أنه ينبغي على الإنسان أن يبتعد عن كل علامات النفاق، ويحافظ على الصلاة ولا يكون متكاسلا عن أدائها.
وأكد أمين الفتوى، أنه يجب على الإنسان ألا يرمي نفسه بالنفاق، وأسأل الله أن يبعد عنا جميعا هذه الصفة.
من هو المنافق وما تعريف النفاق
إن المنافق الذى يسعى لإفساد المجتمع على هواه بهدف تحقيق مصالحه الشخصية، وكرهه لرؤية غيره من الأشخاص ناجحين في حياتهم وأعمالهم؛ فيسعى لإفشالهم بجميع الطرق، ويعرف المنافق بأنه الشخص الذي يُظهر شيئًا ويُبطن شيئًا آخر، ففي باطنه يكفر بالله وبأوامره وبنواهيه، وفي ظاهره يُمالئ المؤمنين ويُظهر أنه معهم ويُمالئ الكافرين ويظهر أنه معهم، أما في اللغة النفاق ضد الإخلاص، وهو التظاهر بالالتزام بالقيم الحسنة والأخلاق الفاضلة وإخفاء السمات السيئة للشخصية.
أنواع النفاق:
النفاق الأكبر أو النفاق الاعتقادي: ينطبق على كل من يكذب الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- أو يكذب بعضًا مما جاء به، أو يبغضه، أو يبغض بعضًا مما جاء به، وهذا النوع يدخل صاحبه الدرك الأسفل من نار جهنم كما جاء في كتاب الله العزيز حيث قال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) [النساء: 145].
النفاق الأصغر أو النفاق العملي: ينطبق على كل من يقوم بأي فعل من أفعال المنافقين مع بقاء الإيمان القلبي موجودًا، فالمرء في هذه الحالة يكون فيه من النفاق خصال، ومن الإيمان خصال، وما زاد على الآخر من هذه الخصال فقد غلب، والدليل على ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم-أنه حيث قال: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) [حديث صحيح].
كيف تقي نفسك من النفاق:
أولًا: تعزيز الإيمان في النفس: الإيمان والنفاق لا يُمكن أن يجتمعا في النفس الواحدة؛ فهما نقيضان ليس بينهما شيء مشترك، ويختلفان في الأصل والطبيعة؛ فكلما زاد الإيمان في النفس قل النفاق، والإيمان هو التزام الإنسان بالعمل الصالح، وهو محبة الله - تعالى- وطاعته، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، والنفاق هو كراهية لما أنزل الله.
ثانيًا: الدعاء: فهو ملجأ الإنسان و به يستعيذ بالله من كل شر؛ والله يحب من يدعوه من عباده، ويتكفل لهم بالاستجابة، ويدعو الإنسان بالثبات على الدين، ويتعوذ من طريق المنافقين، ويطلب أن يقيه شرهم ومكرهم، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو الله في صلاته وخارجها بثبات القلب على الدين، وهذا يستلزم الوقاية من النفاق وتبعاته.
ثالثًا: ذكر الله وقراءة القرآن: الذكر يعني استحضار رقابة الله تعالى، واستشعارها في السر والعلن، لتستوي بهذا سريرة النفس وعلانيتها، ويزول التضاد الذي يعيشه المنافق، كما أن المنافقين كما جاء وصفهم في القرآن الكريم، لا يملكون الهمة للذكر على سبيل التعبد والنافلة؛ فإذا اضطروا للصلاة أمام غيرهم اقتصروا على أقل ما يُمكن من الأذكار.
رابعًا: استحضار نتائج النفاق: استحضار الإنسان لما أعده الله للمنافقين في الدنيا وعذاب في الآخرة، حيث إن من شأنه تغيير المنافق لطريقه.
خامسًا: الاتصاف بالصفات المضادة لصفات المنافقين: تكون باستحضار الإنسان للصفات السيئة التي يتصف بها المنافقون، ثم العمل بخلافها، مما ينعكس إيجابًا على الإيمان والسلوك؛ فإذا كان المنافق يُهمل صلاته، ولا يذكر الله، وينقض العهود، ويغدر بالآخرين؛ فعلى المسلم أن يكثر التعبد والصلاة، ويفي بعهد الله ويؤدّي الأمانة.