صوت مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، بشكل نهائي على تثبيت تعيين "زاهد قريشي"، ليكون القاضي الفيدرالي المسلم الأول في تاريخ البلاد.

وجاء التصويت بواقع موافقة واحدوثمانين عضوا، مقابل معارضة ستة عشر.

وقريشيمن أصول باكستانية ويبلغ من العمر46 عاما، ويشغل حاليا منصب قاض في ولاية نيوجيرسي.

ويعمل قريشي حالياً قاضي صلح في ولاية نيوجيرسي، وقال عضو مجلس الشيوخ عن الولاية كوري بوكر: "لقد دافع قريشي عن بلادنا وخدمها بتميز في عدة مواقع، وفي حال الموافقة على تعيينه سيدخل التاريخ كأول قاضي فيدرالي أميركي مسلم".

الشيوخ الأمريكي يختار أول قاض فيدرالي مسلم

من هو زاهد قريشي

ينتمي زاهد قريشي لأصول باكستانية، وقد حصل على شهادته في القانون من كلية روتجرز للحقوق - نيوارك حيث شغل منصب مدير تحرير الأعمال في مجلة روتجرز للكمبيوتر والتكنولوجيا وعضوا في مجلس محكمة روتجرز الصورية.

في العام 2019 عين زاهد قريشي بمنصب موظف قضائي في مقاطعة نيوجيرسي من قبل القضاة الذين انضم لهم اليوم.

ولا يعتبر منصب الموظف القضائي من الناحية الفنية عضوًا بالمحكمة الفدرالية بنفس الطريقة التي يعمل بها قضاة الدوائر؛ وذلك لأن الموظف القضائي لا يعينه الرئيس، وبموجب القانون، يكون الموظف القضائي مكلفا بالإشراف على بعض الأمور، وربما يفوضه قضاة المقاطعة للقيام ببعض المهام.

وقبل تعيينه موظفا قضائيا عمل قريشي بـ شركة المحاماة "ريكر دانزيج"، وحصل على عدة أوسمة نظير عمله.

مجلس الشيوخ الأمريكي يمرر قانون جرائم الكراهية المتعلقة بـ كورونا

مسيرة حافلة لزاهد قريشي

مثل زاهد قريشي كلاً من الشركات والأفراد فيما يتعلق بالتحقيقات الجنائية المتعلقة بانتهاكات قانون الأوراق المالية، والاحتيال في مجال الرعاية الصحية، وغسيل الأموال، وجرائم الكمبيوتر، والقوانين البيئية، والفساد العام وقوانين الضرائب، من بين مجالات أخرى من القانون، امتدت ممارسته أيضا إلى تمثيل كل من الشركات والأفراد في دعاوى مدنية اتحادية ودولية معقدة.

تمتد خبرة زاهد في الخدمة الحكومية والنيابة العامة إلى ما بعد سنوات عمله في مكتب المدعي العام الأمريكي، وقد مثل الولايات المتحدة سابقا كمساعد كبير المستشارين ومحامي الادعاء في وزارة الأمن الداخلي.

كما شغل منصب المدعي العام العسكري وحصل على رتبة نقيب في سلاح قاضي المحامي العام بالجيش الأمريكي، وعين الزاهد في فرقة المشاة الأولى المتمركزة في ألمانيا، وتم نشرها في العراق لدعم عملية حرية العراق في عامي 2004 و 2006 قبل أن يتم تسريحه بشرف.

قبل انضمام زاهد قريشي إلى شركة المحاماة "ريكر دانزيج"، عمل كمساعد المدعي العام للولايات المتحدة في مكتب المدعي العام للولايات المتحدة لمقاطعة نيو جيرسي لأكثر من خمس سنوات، وحاكم في العديد من القضايا الجنائية الفيدرالية المتعلقة بالفساد العام، والاحتيال المالي، والحنث باليمين، وجرائم الأسلحة النارية، والمخدرات داخل قسم الادعاء الخاص، وفرقة العمل المعنية بإنفاذ مكافحة الجريمة المنظمة، والمخدرات، ووحدات الاحتيال الحكومية التابعة للشعبة الجنائية.

عمل زاهد قريشي سابقا كأحد أمناء العديد من المنظمات البارزة بما في ذلك رابطة المحامين الفيدراليين في نيوجيرسي، ورابطة محامي الدفاع الجنائي في نيوجيرسي، ورابطة خريجي مكتب المدعي العام بالولايات المتحدة (DNJ).

بايدن ينتصر على أوباما

ترشيح زاهد القريشي من قبل الرئيس الامريكي جو بايدن حمل مفارقات تعود لعام 2016 حينما قام بالخطوة نفسها الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما في ولايته الثانية، غير أن مجلس الشيوخ لم يقرها، ليبقى القضاة المسلمون في الولايات المتحدة خارج منظومة القضاة الفيدراليين.

ورغم الزخم الذي صاحب إعلان أوباما عام 2016 عن ترشيح المحامي عابد قريشي -وهو للمفارقة من أصول باكستانية ويشترك مع مرشح بايدن في الاسم العائلي- فإن مجلس الشيوخ حينها لم يمرر الترشيح، وإن اعتبر حينها الترشيح ذا دلالة رمزية عمد إليها الرئيس الديمقراطي.

لكن زاهد قريشي كان لديه حظوظ عالية لدخول التاريخ كأول قاض فيدرالي مسلم بسبب سيطرة الديمقراطيين الحالية على مجلس الشيوخ، وهو ما منع من تكرار فشل رئيس ديمقراطي آخر في تمرير الأشخاص المرغوبين في المنصب الهام، إذ كان الجمهوريون عام 2016 بالمرصاد لاختيارات أوباما القضائية.

عمل زاهد قريشي المنتظر

بعد التصديق على تعيين قريشي، سيكون قاضيا فيدراليا بالمحكمة الجزئية لمنطقة نيوجيرسي، ويحقق بذلك قريشي طفرة غير مسبوقة بالتاريخ الأمريكي، الزاخر بالتعددية والتنوع.