قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن هناك أمرا يجعل دعاءك يصعد إلى السماء.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن الدعاء يظل موقوفًا بين السماء والأرض ولا يصعد ، إذا لم يقم الشخص بالصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-، مستشهدًا بما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه : إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَصْعَدُ مِنْهُ شَىْءٌ حَتَّى تُصَلِّىَ عَلَى نَبِيِّكَ (صلى الله عليه وسلم).
وأضاف: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد أفضل صلاة وأتمها، وأدومها وأعمها، صلاة تعادلُ جميع الصلوات التي صليتها عليه في الأزل والأبد وما بين ذلك، وتماثل ما صلى ويصلي عليه جميع خلقك الإنس والجن والملائك، صلاة تفوق الحد والعدَّ فلا يبلغ حدّها وعدّها جميع الألفاظ والأعداد، تجعلنا بها من أسعد المؤمنين الفائزين برضاك ورضاه في المعاش والمعاد، وعلى آله وأزواجه وأصحابه الذين تشرفوا برؤية ذاته الشريفة ومشاهدة معجزاتهِ وسلم تسليمًا".
"ماذا أفعل حتى يصبح دعائي مستجابا؟"، سؤال أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى مسجلة له.
وأجاب عثمان قائلًا: "إن من يريد أنيستجاب الله لدعائهفعليه أن يطب مطعمه ويقبل على الله ويصلح نيته، ويصلى ركعتي قيام فى جوف الليل، أو لو كان يعتمر أو يحج فيدعو الله كثيرًا عند الكعبة،فكل هذه الامور تجعل الله يستجب لدعائك".
شروط استجابة الدعاء
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدعاء من أعظم العبادات وتجعل العبد يتقرب الى الله عز وجل، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) «الدعاء هو العبادة».
وأضاف "عثمان"، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»: "إننا فى أشد الحاجة للدعاء، وحتى نكون صالحين نحتاج إلى أن نصلح ما بيننا وبين الله عز وجل، فأحيانا ندعو الله ولا يستجيب لنا نتيجة أن الصلة بيننا وبين الله ضعيفة".
وتابع: "يجب أن نصلح بيننا وبين الله بعمل صالح أولًا ثم بطهارة البدن من الحرام وبطهارة البطن من الحرام أيضًا فكل هذا يجعل الدعاء مستجابا، فقد كان محمد بن واسع من الصالحين وكان صوامًا قوامًا فلما تحرك كتيب ابن مسلم بالجيش، سأل أين محمد ابن واسع قالوا هو هناك يرفع يديه الى الله بالدعاء، فقال لأصبع محمد ابن واسع أحب إلى من كذا وكذا من الجنود، فأكل الحلال والحياة الطاهرة مع الله تعالى سبب رئيسي فى استجابة الدعاء".
علي جمعة: الإيمان بالله من شروط استجابة الدعاء
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الدعاء عبادة وله سر وهذا يعني أنه يختص به أهله، مشيرًا إلى أن الدعاء في دين الله يؤل بأمرين، السؤال والعبادة، وقد يكون للسؤال والعبادة معًا.
وأضاف "جمعة"، خلال تقديمه برنامج "فن الدعاء" على فضائية "إكسترا نيوز"، أن الله سبحانه وتعالى يقول: "فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا"، يعني لاتعبدوا مع الله أحد، وعندما يقول: "وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ" يمكن أن نجعلها للسؤال ويمكن أن نجعلها للعبادة.
وتابع أن أبو هريرة يقول الدعاء هو العبادة ويستدل على ذلك بآيه "وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ"، معتبرًا أن الدعاء هو مخ العبادة؛ لكونه به اعتراف من الإنسان بعبوديته لله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن أهم شروط إجابة الدعاء هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أعطانا سر من أسرار الدعاء وأعطانا الأسماء الحسنة التى هي في حقيقته صفات له يمكن أن نناجيه ونناديه بها.
شروط استجابة الدعاء عند الكعبة الدعاء عند الكعبة المشرفة مستجاب بإذن الله بشرط أن يكون من القلب وصاحبه لديه الثقة في كرم الله ورحمته بالاستجابة، فمنبين شروط استجابة الدعاء عند الكعبة أن يكون الدعاء ابتغاء وجه الله وليس به رياء ولا إثم فلا يجوز أن تدعو على أحد أو على قطيعة رحم عند الكعبة فلن يستجيب الله لك.