افتتحت جماعة بوكو حرام المستوطنة في نيجيريا فصلًا عالميًا جديدًا في الإجرام بعدما أقدمت قبل سبع سنوات على اختطاف عشرات من تلميذات المدارس، بغرض ابتزاز الدولة وطلب فدية من أهاليهم.
وبعد هذه الواقعة المشهودة التي استمرت لوقتٍ طويل، صارت فكرة الاختطاف تلقى رواجًا من المجرمين والإرهابيين، في مناطق عدة في العالم، وإن كانت الصور الأوضح في بعض بلدات القارة الإفريقية.
وفي هذا السياق، قالت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (أنقذوا الأطفال)، أن أكثر من 50 طفلا غالبيتهم العظمى فتيات، اختطفوا في شمال شرق موزمبيق العام الماضي، على أيدي الجماعات المتطرفة.
اعتبرت "سايف ذي تشيلدرن" أن "اختطاف الأطفال أصبح تكتيكا جديدا تعتمده بصورة منتظمة جماعات مسلحة متورطة في النزاع.
وأضافت أن هذا العدد لا يعكس سوى الحالات المبلغ عنها"، لافتة إلى أن "تقريرها يستند إلى بيانات جمعتها بين يناير 2020 ويناير 2021، منظمة "أكليد" غير الحكومية الأمريكية المتخصصة بجمع بيانات حول النزاعات".
وتابعت المنظمة غير الحكومية أنه "في نهاية مارس الماضي، فرت أسرة لديها أربعة أطفال من بالما، بعدما شن المتطرفون الإرهابيون هجوما واسع النطاق على المدينة الواقعة في أقصى شمال البلاد، مما أدى إلى مقتل العشرات".
ونقل تقرير "سايف ذي تشيلدرن" عن الأم (42 عاما) قولها: "أثناء فرار الأسرة، اعترض مسلحون طريقنا ووضعوا الفتيات جانبا وحبسوهن في منازل مختلفة، ثم احتجزونا في منزل آخر، وعاد المتطرفون لاحقا وأخذوا الفتيات اللواتي كانوا مهتمين بهن، في حين أني وزوجي تمكنا لاحقا من الفرار مع ثلاثة من أطفالنا الأربعة، أما ابنتنا الكبرى البالغة من العمر 14 عاما فلم يرها أحد من ذلك الوقت ".
كما أوضحت "سايف ذي تشيلدرن" أنه "قبل عام 2020، لم يكن هناك أي أثر لعمليات قتل أو خطف متعمدة لأطفال في هذه المنطقة.
ولفتت المنظمة إلى أنه "ليس هناك إحصاء يسمح بتحديد عدد الأطفال الذين تمكنوا من الفرار من خاطفيهم وأولئك الذين ما زالوا في قبضتهم"، إذ تشهد مقاطعة كابو ديلجادو (شمال شرق)، الحدودية مع تنزانيا، والتي تقطنها أكثرية مسلمة، منذ ثلاث سنوات، هجمات متزايدة تشنها جماعات إرهابية يطلق عليها اسم "الشباب".
يرتكب هؤلاء المتطرفون فظائع من شتى الأنواع، من نهب القرى وإحراقها، وقطع رؤوس الرجال، وسبي النساء، وخطف الأطفال لتجنيدهم في القتال أو لاستعبادهم جنسيا، ولا سيما الفتيات.
ووفق منظمات غير حكومية والأمم المتحدة، فإن أعمال العنف في الموزمبيق أدت إلى مقتل 2800 شخص، وأجبرت 700 ألف آخرين على الفرار، بمن فيهم 364 ألف قاصر.