كشفت دراسة جديدة اجريت مؤخرا من قبل باحثون في جامعة كيوشو، انه ترتبط الإصابة بـ أمراض الكلى بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مما لا يجعله من الأمراض التي تؤثر على ووظائف الكلى فقط.
علاقة أمراض الكلى بمشاكل القلب
ووجد الباحثون المشرفون على الدراسة، مسارا جزيئيا أساسيا يمكن أن يفسر كيف يتسبب بـ أمراض الكلى المزمن في فشل القلب، ما قد يساعد في تطوير الأدوية العلاجية للحد من هذه المضاعفات القلبية.
وأوضح الباحثون، أن السبب الرئيسي في إصابة أمراض الكلى في مشاكل بالقلب، انه تسبب في خلل بنوع من خلايا الدم البيضاء تسمى الخلية الوحيدة، وفقا لما جاء في موقع ميديكال إكسبريس الطبي.
وتابع الباحثون، انه الإصابة بـ أمراض الكلى ينتج عنه خلل وظيفي في الساعة البيولوجية، الامر الذي يتسبب في زيادة مستويات فيتامين A وبروتينية الملزم، وهو عرض شائع لمرض الكلى المزمن، والذي يتسبب في تعطيل مسار الساعة البيولوجية لدينا.
وأوضح الباحثون، ان الساعة البيولوجية هي واحدة من أكثر الوظائف البيولوجية التي لا غنى عنها في الكائنات الحية، والذي يتحكم في أنماط نومنا. ومع ذلك، تلعب الساعة البيولوجية دورا أكبر بكثير، حيث تؤثر على ضغط الدم ومعدل الأيض وحتى مستويات الهرمونات. وفي الواقع، ما يقارب 10% من جيناتنا تتأثر بشكل مباشر بالساعة البيولوجية.
وقال لشيغهيرو أوهدو الأستاذ بكلية العلوم الصيدلانية بجامعة كيوشو، وفريقه للتحقيق في أسباب التهاب القلب والتليف الناجم عن أمراض الكلى المزمنة؛ حيث أنهم وجدوا الفئران ذات جين الساعة المتحور، أحد المنظمين الرئيسيين للساعة البيولوجية، قد قللت من أعراض مشاكل القلب المتعلقة بـ أمراض الكلى المزمنة، على الرغم من ارتفاع ضغط الدم.
وافاد أوهدو، ان السبب الكامن وراء هذا التأثير الوقائي، أن تشوهات في الجينات التي تربط الساعة البيولجية قد تسبب في مشاكل للقلب والتي كانت متعلقة بـ أمراض الكلى المزمنة.
وأوضح ناويا ماتسوناغا وهو مؤلف آخر مشارك في الدراسة، إلى اكتشاف أن بروتينا يسمى مستقبلات اقتران البروتين G 68 أو GPR68، والذي يتم إنتاجه في الخلايا الأحادية يلعب دورا رئيسيا، ومن المعروف أن GPR68 يزيد من إنتاج البروتينات التي تسبب الالتهاب، والأهم من ذلك، أنه ينظمه الساعة البيولوجية
وإحدى علامات ضعف الكلى هي ارتفاع مستويات فيتامين A والبروتين المرتبط به، وهما جزيئان يتم التحكم فيهما بعناية، ووجد الباحثون أن هذا الارتفاع يعطل النشاط الطبيعي للساعة البيولوجية في الخلايا الأحادية، والتي بدورها تفرط في التعبير عن GPR68.
وأفاد الباحثون، أن هذه الخلايا الأحادية يمكنها أن تسلل إلى القلب وتسبب الالتهاب والتليف، وهذا ما يفسر سبب إصابة الفئران التي لديها جينات معيبة على مدار الساعة بمشاكل قلبية أقل حدة ناجمة عن فشل كلوي مزمن.