تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “ما حكم الصلاة والصيام أثناء فترة النفاس بعد التطهر؟”.
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن فترة النفاس تعرف بوجود الدم أو وجود أثر له.
وأضاف أمين الفتوى خلال فيدو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب: أنه إذا نزل الدم فى فترة من الفترات ثم انقطع وارتفع وليس له أى أثر، فعلى المرأة أن تغتسل وتصلي وتصوم، لأن بذلك يكون النفاس قد انتهى.
الإفتاء توضح أحكام النفاس ومتى تجب الصلاة على المرأة بعد الولادة
قال الدكتور محمود شلبي، إن دم النفاس الذي ينزل من المرأة عقب ولادتها ويمنعها من الصلاة، يستمر 40 يومًا في الغالب، مشيرًا إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها، قالت: كانت النفساء تقعد على عهد النبي ﷺ أربعين يومًا، أي أن هذه النهاية إذا كان معها الدم، أما إذا رأت الطهر قبل ذلك فإنها تغتسل وتصلي وتصوم وتطوف إن كانت في الحج، وتحل لزوجها.
وأوضح شلبي، ردًا على سؤال: هل تصلي المرأة بعد انقطاع دم النفاس؟ أم بعد 40 يومًا؟ أن المرأة تغتسل للصلاة بعد انقطاع دم النفاس تمامًا بحيث لا يبقى له أثر، أو في حالة استمراره فإنها تحسب 40فقط بعد وضعها ومن ثم تصلي.
وأضاف أن الدم الذي ينزل بعد الأربعين فهو دم فساد، كدم الاستحاضة، تصلي معه تصوم، تحفظ بثوب ونحوه كقطن، وتحل لزوجها، لافتًا إلى أن لو كان معها الدم بعد الأربعين مثل المستحاضة، تصلي وتصوم وتحل لزوجها وتتوضأ لكل صلاة، وكلما دخل وقت الصلاة تتوضأ، وتصلي في الوقت وتقرأ القرآن، وتطوف إن كانت في الحج أو في العمرة، ولها حكم الطاهرات، وتحل لزوجها حتى ينقطع عنها هذا الدم، فإذا جاء وقت العادة الشهرية، جلست لم تصلي ولم تصم ولم تحل لزوجها حتى تنتهي العادة الشهرية.
كيفية حساب مدة النفاس.. يطلق مصطلح فترة النفاس أو فترة ما بعد الولادة على المدة الزمنية التي تبدأ بعد الولادة مباشرة، وتعاني المرأة خلالها من خروج إفرازات دموية تسمّى الهلابة أو السائل النفاسي، التي تنتج عن انسلاخ وترميم بطانة الرحم، وتتشابه محتوياتها مع إفرازات الحيض، فتتكون من دمٍ ومخاط وأجزاء من بطانة الرحم وخلايا دم بيضاء، ومن الجدير بالذكر أنّ إفرازات النفاس تتكون في بداية فترة النفاس من الدم في الغالب؛ إلّا أنّها تتغيّر إلى مجرّد إفرازات مُخاطية مع مرور الأيام والأسابيع.
مدة النفاس في عند الفقهاء
قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن للنفاس مدة دنيا وقصوى وغالبة، أما المدة الدنيا: فقال الشافعية: أقله لحظة أي مجة أو دفعة، وقال الأئمة الآخرون: لا حد لأقله، لأنه لم يرد في الشرع تحديده، فيرجع فيه إلى الوجود الفعلي، وقد وجد قليلاً وكثيراً، وغالبه عند الشافعية أربعون يوماً.
وأضاف «عاشور» في فتوى له، أن أكثره عند المالكية والشافعية ستون يوماً والمعتمد في ذلك هو الاستقراء، وعند الحنفية والحنابلة: أربعون يوماً، وما زاد عن ذلك فهو استحاضة، بدليل قول أم سلمة: «كانت النفساء تجلس على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم أربعين يوماً وأربعين ليلة».
وأوضح مستشار المفتي، أن المرأة النفساء متى انقطع عندها الدم فتمارس العبادات بشكل طبيعي، وإذا لم ينقطع هنا الدم فتنظر 60 يوميا وإذا كان هناك دم فيكون ذلك دم استحاضو ليس نفاسًا، فتمارس المرأة العبادات، منوهًا بأن الاستحاضةهينزول الدم باستمرار أو تقطع فى غير وقت الحيض أو النفاس وهو ليس دم حيض ولا دم نفاس.
ونبه على أنه يجب على المستحاضة الاغتسال بعد انتهاء مدة النفاس، وبعد ذلك عليها أن تتوضأ لوقت كل صلاة، بعد أن تغسل فرجها وتحشوه بالقطن وتعصبه، وتصلي، وحتى لو خرج الدم بعد ذلك فإن صلاتها صحيحة؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت أبي حبيش - رضي الله عنها- حين استحيضت: «اجتنبي الصلاة أيام محيضك، ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، ثم صلي، وإن قطر الدم على الحصير" أخرجه أحمد.