جددت بريطانيا تأكيد نواياها الرامية إلى توسيع مشترياتها لعدد إضافي، لم تحدده بعد، من طراز F-35 B المنتمي للجيل الخامس من مقاتلات الشبح الأميركية، في ظل خطط فعلية أعلنتها حكومة لندن سابقاً باقتناء 138 مقاتلة، لم تطلب منها سوى 48 طائرة فقط.
وتعلق دورية "ميليتري ووتش" الأميركية، المعنية بالشؤون العسكرية،على الأمر بقولها إنه ليس من المرجح بشدة وصول أسطول طائرات الشبح البريطاني إلى حجم 138 طائرة، بسبب جملة من العوامل من بينها التراجع الحاد في قيمة الجنيه الاسترليني في عام 2016، والأزمة الاقتصادية في 2020، لافتة إلى أنه مما هو متوقع حالياً أن تشتري بريطانيا ما بين 60 و80 مقاتلة من هذا الطراز الشبحي المخصص لحاملات الطائرات.
جاء تأكيد خطط شراء المقاتلات الأميركية أثناء الرد على تساؤل قدمه النائب في مجلس العموم البريطاني، جون هيلي، الذي استفسر قائلاً "نسأل وزير الدولة للدفاع، في وقت ستقرر خطط وزارته عدد مقاتلات البرق 2 من طراز F-35، نجدها تطلب بشكل إضافي لهذه الطائرات التي طُلبت بالفعل".
ورد وزير الدولة للدفاع، جيرمي كوين: "بعد ظهور نتائج المراجعة الشاملة وتأكدنا أن قوات الصاعقة البريطانية ستزيد بصورة أكبر من 48 مقاتلة من طراز F-35B، طلبنا فترة أطول لإجراء تحليل أبعد بهدف تقييم مدى ومستوى وطريقة تسليم الدفعة الثانية من مقاتلات F-35B، علاوة على تقييم البنية الأساسية المصاحبة ومعدات الدعم، وبمجرد إتمام ذلك، فإنه سيعرفنا بالجدول الزمني للشراء والتسليم".
كان لورد البحار الأول في بريطانيا،الأميرال توني راداكين، أكد في مارس الماضي أن بلاده ستشتري "حوالي 60" طائرة طراز F-35B، وبعد ذلك "ربما تزداد إلى حوالي 80"، بما سيتيح أربعة أسراب قابلة للانتشار .
وتقول "دورية ميليتري ووتش" إن مقاتلات الشبح F-35B، تقل في قدرتها القتالية عن الطرازين الأرخص سعراً F-35A، و F-35C، كما أنها أقل في التحمل، وتقل سعتها التسليحية، وتتأخر في أداء الطلعات، لكنها في الوقت نفسه ينتفع منها بسبب قدرتها على الإقلاع من مدرج قصير والهبوط عمودياً.
وتتيح تلك السمات المميزة لهذه النوعية من المقاتلات إمكانية الانتشار عبر حاملة الطائرات من طراز "كوين إليزابيث"، علاوة على قدرتها على التحول إلى الهبوط والإقلاع عبر المدارج البديلة البعيدة عن المطارات والقواعد الجوية الرئيسية.
وخطة شراء 138 طائرة، كانت ستجعل بريطانيا أكبر عميل أجنبي للمقاتلة الأميركية الشبح F-35 بوجه عام، ولأن المقاتلة الشبح F-35B، تعد أغلى طائرة حربية مقاتلة يتم إنتاجها في العالم كله في الوقت الحالي، وهي أغلى من الطراز الأكثر شيوعاً وانتشاراً F-35A، فإن مثل هذه الصفقة تعد مكلفة وغالية الثمن فعلياً.
وينظر لاستثمار بريطانيا في المقاتلة الشبحية F-35B على أنه أمرٌ مفيدٌ باعتبارها شريكاً من الطراز الأول في برنامج إنتاجها، وهو ما يسمح لها بالمشاركة في العديد من التكنولوجيات الرئيسية المزودة بها، كما تشارك في تصنيع عدة مئات من مكوناتها.
وتقول الدورية إنه حتى لو تقدمت بريطانيا لشراء 80 مقاتلة فقط، وهو ما يقل بنسبة 42 في المائة عن الطلب الفعلي المخطط له سابقاً (138 مقاتلة)، فإنه من المرجح انعكاسه سلبياً على الصناعة المحلية.
أما إذا طلبت بريطانيا لـ60 مقاتلة فقط، فإن ذلك يمثل 43 في المائة فقط من حجم أسطول الطائرات المخطط له أصلاً، كما أنه لن يكون كافيا لتحقيق الاستغلال الأمثل والفعال لحاملتي الطائرات الجديدتين بدون مشاركة مقاتلات أجنبية على متنهما.
يشار إلى أن البنتاجون وشركة "لوكهيد مارتين"، المصنعة للطائرات الشبحية F-35 بطرازاتها الثلاثة المختلفة، اتفقا في عام 2019 على تخفيض تكلفة المقاتلات الشبحية، وأصبحت أسعارها حتى عام 2022 بالنسبة لطراز F-35A، الشبحية التقليدية في إقلاعها وهبوطها،82.4 مليون دولار.
أما طراز F-35C، المخصص فقط لحاملات الطائرات الأميركية فوصل سعره إلى 103.1 مليون دولار، ويبرز طراز F-35B، ذو القدرة على الإقلاع من مدرج قصير والهبوط عمودياً والمخصص لحاملات الطائرات، كأغلى طائرة مقاتلة في العالم بسعر هبط إلى 108 ملايين دولار.