عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى المسرح مجددًا بطريقة أكثر نشاطًا بعد غياب كبير عن الساحة، لكن شن هجومًا على المعتادين الذين ينتقدهم في كل مرة يظهر، وهو خليفته جو بايدن، وخبير الصحة الأمريكي أنتوني فاوتشي، والصين.
وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، جاء ذلك في مؤتمر للحزب الجمهوري في ولاية كارولينا الشمالية مساء أمس السبت، حيث قدمه رئيس الحزب في الولاية مايكل واتلي بصفته "الرئيس"، في إشارة إلى مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية.
وعلى عكس التجمعات الضخمة التي ملأت الساحات الرياضية عندما كان ترامب رئيسا، التقى الرئيس السابق، حشدا يقدربـ 1200 شخص داخل مركز جرينفيل للمؤتمرات.
وخلال كلمته التي استمرت قرابة ساعة ونصف، جدد ترامب اتهامه للديمقراطيين بتزوير الانتخابات الرئاسية، والذي أثاره منذ مغادرته البيت الأبيض، زاعما أن الانتخابات الأخيرة قد سُرقت.
كما انتقد ترامب سياسات خليفته الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث وصف إدارته بأنها "أكثر إدارة يسارية راديكالية في التاريخ"، مضيفا "بينما نجتمع الليلة يتم تدمير بلادنا أمام أعيننا".
وألقى ترامب باللوم على الديمقراطيين فيما يسمى بـ"الحروب الثقافية" وخاصة فيما يتعلق بـ"سحب تمويل الشرطة" و "إلغاء الثقافة"، فضلا عن زيادة الجريمة، وتمزق إدارات الشرطة، ومعانتها من نقص التمويل.
وبشأن فيروس كورونا، الذي كان عاملًا في خسارته أمام بايدن بسبب تعامله السيئ مع الوباء، جدد ترامب انتقاده لمسؤول الأمراض المعدية الرائد في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، لمطالبة الأمريكيين بارتداء الكمامات للحماية من كورونا، فضلا عن تشككه في بعض الأحيان في نظرية تسرب الوباء من مختبر بمدينة ووهان الصينية.
ووصف ترامب، فاوتشي بأنه "ليس طبيبًا عظيمًا ولكن مروجًا رائعًا" لظهوره التلفزيوني المتكرر، مضيفا أنه مخطئ في كل قضية تقريبًا ومنها ووهان وتسرب كورونا من المختبر أيضًا".
الصين وكورونا
كما دعا الصين إلى دفع 10 تريليونات دولار كتعويضات إلى الولايات المتحدة والعالم بعد الخسائر التي حدثت جراء جائحة فيروس كورونا، لافتا إلى أنه ينبغي لدول العالم أن تلغي ديونها المستحقة لبكين.
وأشاد ترامب بفترته حكمه وإدارته التي "أوقفت الحروب اللانهائية" في العراق وسوريا والصومال وأفغانستان، وذلك بتقليض عدد القوات الأمريكية هناك.
كما تفاخر بإنجازاته العديدة، مدعيا أنه أعطى إدارة بايدن "أعظم اقتصاد في تاريخ العالم".
وانتقد ترامب تحقيقا جنائيا الذي بدأه مكتب النائب العام في نيويورك، ووصفه بأنه أحدث محاولة من الديمقراطيين لإسقاطه.
وألمح ترامب أيضا إلى اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 قائلا إنه يتطلع لذلك العام، فيما يقول مستشارون لترامب إنه يبحث إمكانية تنظيم حملة رئاسية أخرى.
وأكد أن الهجمات السيبرانية التي تتعرض لها بلاده، ما هي إلا تعبير عن قلة الاحترام للولايات المتحدة وقادتها، دون أن يوجه إصبع الاتهام إلى أي دولة محددة.
ظهور افتتاحي
يأتي خطاب ترامب في الوقت الذي يستعد فيه الحزب الجمهوري لانتخابات التجديد النصفي لعام 2022، وسط تكهنات بأن ترامب قد يترشح للرئاسة مرة أخرى في عام 2024.
ويعتبر ظهور ترامب أمام مئات المسؤولين والنشطاء الجمهوريين هو الظهور الافتتاحي، ومن المتوقع أن يكون مرحلة جديدة له في المسيرات والمناسبات العامة، بعد خروجه من المنصب لأكثر من أربعة أشهر وحظر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبه، علق الحزب الديمقراطى، على خطاب ترامب، فقال المتحدث باسم الحزب عمار موسى فى بيان: "أكثر من 400 ألف أمريكى لقوا حتفهم، وفقدان ملايين الوظائف، والخطاب الخطير المتهور لترامب، لم يكن كافيا للجمهوريين للانفصال عن رئيس خاسر كلفهم البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ومجلس النواب".
وأضاف: "بينما يحتضن الجمهوريون سجل ترامب السام والانقسام الذى سببه، يتذكر الناخبون كيف بدت سيطرة الجمهوريين على واشنطن: هبات ضخمة للشركات وعدم كفاءة، مما أدى إلى تفاقم أسوأ جائحة فى السنوات الماضية".
ولفت: "من ناحية أخرى، يرى الناخبون أن قيادة الرئيس جو بايدن والديمقراطيين تحفز انتعاشا اقتصاديا قياسيا وعودة إلى الحياة الطبيعية".