أجرى موقع "يورونيوز" حوارًا مع الرئيس التونسي قيس سعيد، على هامش لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسل أمس الجمعة.
وسُئل الرئيس التونسي عما حققته بلاده في مجال التصدي للإرهاب وما إذا كانت بلدا آمنا اليوم، فأجاب "تونس ليست دولة يستهدفها الإرهاب كل يوم، هي دولة آمنة. لا بد من أن نحصن المجتمع بثقافة تكون سداً منيعاً أمام الإرهاب، بتربية على جملة من القيم، في ذلك الوقت يمكن أن نحدّ من الإرهاب الذي يتسلل إلى العقول لأنها فارغة".
وإجابة على سؤال: هل الأوروبيون يصغون إليكم حينما تتحدثون عن المشاكل والصعوبات التي تواجهها بلدكم في الحصول على إمدادات اللقاحات مثلاً؟ قال سعيد "يصغون نعم، هناك حلول عملية بطبيعة الحال. وهناك المقاربة التي تم اعتمادها بالنسبة إلى عدد من الإجراءات التي تم اتخاذها، ولكنها غير كافية وغير مجدية. بالأمس فقط صيحات فزع (تعالت) في عدد من ولايات الجمهورية تتعلق بتوفير الأكسجين، وبتوفير الحد الأدنى من العناية الطبية. وتمّت، بالإمكانيات المتاحة، الإحاطة بالوضع الكارثي. ولكن هذا الوضع الكارثي لا يمكن أن يقارب في مستوى دولة واحدة، بل يجب أن تكون المقاربة مقاربة عالمية".
وسُئل الرئيس التونسي عن استراتيجية بلاده في مجال تبادل المعلومات لمواجهة الهجرة غير النظامية، وخاصة التي تنطلق من تونس نحو أوروبا.
وأجاب سعيد "تحدثت عن هذا الموضوع في كثير من المناسبات. وحتى النعوت التي تستعمل للحديث عن الهجرة، مرة يقال إنها غير شرعية ومرة غير نظامية. كثيرون يتحدثون عن الحلول الأمنية، ولكن واضح أن الحلول الأمنية ليست بالكافية. لو أنهم (المهاجرون) وجدوا أملا في الحياة، وتحققت أحلامهم، ووجدوا الإمكانيات المتاحة في الضفة الشمالية، لكان الموضوع غير مطروح على الإطلاق. ومن الأفضل معالجة الأسباب عوض معالجة الظواهر".
وأضاف سعيد "الهجرة التي توصف بأنها غير نظامية وتنطلق من تونس أو من عدد من دول شمال إفريقيا نحو أوروبا، هناك من يُيسر لهم هذه الهجرة في الشمال. هناك شبكات إجرامية تتاجر بالبشر، تتاجر بهؤلاء، يعملون في الظلام، يعملون بدون أوراق، دون حقوق، وهي طريقة من طرق الاتجار بالبشر. يجب أيضاً أن نتحدث عن الهجرة النظامية لعدد من العلماء ومن الكفاءات. في السنة الماضية تقريباً أكثر من 500 طبيب توجهوا إلى أوروبا".