"من يؤتمن على المال، لا يُسأل عن العرض" اكتفى أب مصري بكتابة هذه الجملة في قائمة منقولات ابنته، دون التطرق إلى كتابة ذهب أو مستحقات مالية، كالشائع كتابتها في قائمة المنقولات قبل الزواج على سبيل ضمان حق للفتاة.
خلال ساعات قليلة تفاجأت "مريم ناصر" وعائلتها بأنها أصبحت محل إثارة للجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وذلك بعد تداول صورة قائمة المنقولات الخاصة بها والتي كُتبت بخط عربي دون أي تفاصيل مادية، لتصبح هي وعائلتها بين الهجوم والإعجاب.
قائمة منقولات
تروي مريم صاحبة الـ 23 عاما لـ «صدى البلد»، تفاصيل كتابة قائمة المنقولات، والتي ترجع إلى يوم الأربعاء الماضي 2 يونيو، حيث اجتمع والدها بخطيبها ووالده لكتابة قائمة المنقولات وبينما كانوا معا، تبدل الأمر بطلبه من ابنه إحضار مظروف مغلق من صديقه الخطاط، والذي تضمن القائمة الرمزية.
تفاجأت مريم وأسرتها بقرار الأب، رغم عدم اهتمامه بجمع فواتير المنقولات، وترديده على مدار سنوات سابقة منذ صغرها بأن من سيتزوجها لن يكفيه مالا في قائمة منقولاتها، "بابا دايما بيقولي مفيش رقم يقدرك انتي وأختك ومال الدنيا مش كفاية يكتبه اللي هيتجوزكم" كما قالت، وتعتبر أن القائمة التي كتبها لها والدها أغلى من نظيرتها المدونة بالأرقام، "أنا قايمتي ميثاق وعهد وشرف وده أغلى بكتير".
سعادة مريم بهذا القرار جعلها بكت من السعادة برغم سؤالها لوالدها واعتراض والدتها: "عملت كده ليه ؟"، ولكن كان الأب ناصر يرى في زواج ابنته الكبرى من حبيبها محمد بعد سنوات خطوبة استمرت عامين ونصف العام، أكبر من المقارنة بأموال أو مستحقات مادية، "أنا بقى عندي ابن ازاي اتكلم معاه في فلوس بتاعة طلاق؟"
تحدي العادات
خرج الأب عن التقاليد والعادات المعهودة لكتابة قائمة المنقولات، والتي انتشرت مؤخرا في ريف وقرى مصر، ومنها محافظة المنصورة حيث يعيش في إحدى القرى قرب بلقاس، ووصلت قيمة قائمة المنقولات هناك إلى مبلغ مليون جنيه، وتقول مريم إن بعض العائلات تعتمد على المغالاة في أسعار القائمة للمقارنة بين الأسر الأخرى.
ترى مريم نها حصلت على مستحقاتها بحصولها على الشبكة لتي أهداها لها خطيبها محمد، "مفيش حاجة في الشرع اسمها شبكة.. أنا أخدت حقي دهب"، ومع قرب موعد حفل الزفاف كان قد اتخذ الأب قراره بشكل مسبق، لتنفيذه مع ابنتيه مريم وشهد، وتقول مريم: "بابا شاف في محمد إنه ابنه على مدار السنين دي".
نشر الصورة وتداولها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، لم يكن مصدر سعادة لهما كما يظن البعض، حيث تضمنت الكثير من التعليقات هجوما على الأب وابنته، ومنها: "بكرة تشوف هيعمل في بنتك ايه"، وغيرها من الكلمات التي أصابت مريم بالحزن وتقول: "محدش هيخاف عليا اكتر من بابا وبدون مبالغة صرف عليا كل اللي عاوزة أجيبه"، فضلا عن ذمتها المالية المستقلة كما أوضحت.