- القاعدة الروسية تضم سفنًا مجهزة نووية
- السودان يخشى إثارة توترات مع الولايات المتحدة في خضم الأزمة مع إثيوبيا
- روسيا تطمح لتأمين سفنها التي تمر عبر البحر الأحمر
حظى الحديث عن مراجعة السودان لاتفاقية إنشاء قاعدة روسية في البحر الأحمر، باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، خاصة فيما تشهده المنطقة من عدم استقرار وخاصة منطقة القرن الأفريقي بسبب النزاع حول سد النهضة، والحرب القائمة بإقليم تيجراي في إثيوبيا، بجانب الوضع غير المستقر في منطقة البحر الأحمر بسبب النزاع في اليمن.
ويرجع الاتفاق إلى توجيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في نوفمبر الماضي وزارة الدفاع الروسية بإبرام صفقة مع السودان لبناء قاعدة بحرية روسية في السودان ستضم سفنًا مجهزة نوويًا ونحو 300 من أفراد القوات البحرية الروسية.
وكان من المفترض أن تضم القاعدة مركزًا لصيانة السفن الحربية الروسية وتموينها، وسيكون المركز قادرا على استيعاب السفن المزودة بتجهيزات نووية مع مراعاة متطلبات السلامة، من جهتها، ستقدم روسيا للسودان مجانا أسلحة ومعدات عسكرية بهدف تنظيم الدفاع الجوي للمركز اللوجيستي المقترح.
ويمتد الاتفاق لمدة 25 سنة قابلة للتجديد تلقائيا لفترات 10 سنوات متتالية، ولكن يبقى السؤال الأهم هنا، لماذا تسعى روسيا وراء إنشاء قاعدة عسكرية لها على البحر الأحمر وفي دولة السودان تحديدًا؟
أجابت صحيفة "أرجومينتي إي فاكتي" الروسية، على هذا السؤال في مقال تحليلي بأن منطقة البحر الأحمر لها أهمية استراتيجية خاصة بالنسبة لروسيا لحماية سفنها التجارية، موضحة أن روسيا تمتلك قواعد عسكرية في 10 دول حول العالم، من بينها أرمينيا وسوريا.
وأشار التقرير إلى أن روسيا كانت تمتلك قاعدة عسكرية في إثيوبيا بجزيرة ناكورة قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن القوات السوفيتية غادرت القاعدة وأغلقتها عام 1991 بعد انهيار الاتحاد.
وبحسب الصحيفة، فقد فشلت روسيا في إنشاء قاعدة عسكرية لها في الصومال وجيبوتي بسبب معارضة الدول الغربية.
وكان الاتفاق ينص على استضافة القاعدة البحرية الروسية في السودان سفنًا نووية منصوص عليها بشكل خاص، حيث ذكرت بعض وسائل إعلام روسية أن تصريحات بوتين السابقة، بشأن عزم روسيا الاستمرار في تطوير ترسانتها النووية كانت مقصودة عندما قال: "يجب على المرء ألا ينتظر حتى يتمكن خصم محتمل من اللحاق بنا، علينا البقاء في المقدمة طوال الوقت".
ويقول الخبير بمجلس الشئون الدولية الروسي، إيليا كرامنيك: "من الطبيعي أن تكون إحدى مهمات قاعدتنا العسكرية حماية هذه المنشأة الهامة (مصفاة النفط) بالإضافة إلى الحرب ضد الإرهاب ومكافحة الاتجار بالبشر في البحر الأحمر وتهريب المخدرات.. إنها ببساطة قاعدة مهمة جديدة للبحرية الروسية".
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية، إن ضغوط أمريكية تسببت في مراجعة السودان لاتفاق إنشاء القاعدة الروسية في البحر الأحمر، موضحة أن الخرطوم تخوفت من فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها بسبب تلك القاعدة، أو عدم مساندتها مع إثيوبيا في قضية الخلاف الحدودي معها وأزمة سد النهضة.
واعتبرت الصحيفة أن السودان بتلك الخطوة قرر تجنب إثارة التوترات مع واشنطن، خاصة مع احتمالية نشوب حرب محتملة بسبب النزاع حول سد النهضة، وعدم يقينها من أن روسيا قد تساندها إذا ما تحقق ذلك.