حصل الملياردير إيلون ماسك على اهتمام وتركيز أكبر من غيره من أصحاب الثروات بسبب تعدد الإنجازات ونجاح كل شيء يفعله أو يخطط له تقريباً، بداية من كونه المؤسس لشركة باي بال العملاقة لخدمات الدفع؛ وانتقالاً إلى تأسيس شركة تسلا للسيارات الكهربائية التي باتت تغير العالم حرفياً؛ ثم كونه مؤسس شركة SpaceX، وهي الشركة التي تحاول إخراجنا من هذا العالم واستعمار كواكب أخرى، وغيرها من مشروعات الخيال العلمي التي باتت تلمس الواقع، ولا يجد أحد ضغينة في نعته بصفات أنه: مبتكر، قائد، عبقري، صاحب رؤية، مستقبلي، رائد أعمال.

يحدد رائد الأعمال راندي جارن، الأسباب الشخصية وراء نجاحات ماسك، في مقال لصحيفة "Entrepreneur".

وكتب "هل يمكننا وصف سبب كون ماسك على ما هو عليه؟ وهل يمكننا ليس فقط تحديد تلك الأشياء التي تجعل ماسك ناجحاً للغاية، ولكن أيضاً البدء في تجسيدها في حياتنا؟ قد يكون هذا أصعب قليلاً، لكنه ممكن، "فقد فعلها ماسك".

وقال جارن لقد قضيت معظم حياتي المهنية أعمل مع فنانين ذوي أداء عالٍ بشكل لا يصدق، وعلى الرغم من أنهم جميعاً يثيرون إعجابي بمواهبهم وعاداتهم وأخلاقيات العمل، إلا أن هناك خمسة أسباب مختلفة تفسر سبب نجاح ماسك غير الاعتيادي.

وتحكي زوجة ماسك الأولى عنه في الكلية، عندما حصل على 98% في أحد اختباراته. وكونه منشد الكمال، ذهب إلى أستاذه وحمله على تغيير درجته إلى 100%.

فما هو الفارق بين 98% و100% وما الهدف من القيام بذلك؟، أي منا سيكون سعيدا بحصوله على 98% ولن يشعر بالفارق، لكن هذه التفاصيل الصغيرة والبسيطة هي واحدة من الأمور الفارقة في شخصية ماسك.

وكما ترى، فإن نسبة 2% التي فصلت ماسك عن درجته الحالية وكمالها بدت له وكأنها كلمة "لا" عملاقة تشعره بالرفض من الوصول إلى الكمال المنشود. لكنه لم يقبل بالرفض. وأجرى ماسك محادثة صعبة يخجل منها الكثير من الناس. وفي النهاية، حصل على ما يريد. لماذا؟ لأن "لا" لا تعني شيئاً.

فإذا تمكنا من التغلب على الخوف الأولي من أن يتم إخبارنا بـ "لا" وفهمنا أنه لا يعني شيئاً حقاً، سنكون أفضل. فكم عدد الفرص التي ضاعت بسبب خوفنا من السؤال؟

أتقن ماسك فن الحفاظ على التركيز. وفي الواقع، كان هناك وقت خلال طفولة تسلا حيث كانت هناك مشكلة معينة بحاجة إلى حل، لذلك كان ماسك ينام تحت مكتبه ويعمل 75 ساعة في الأسبوع حتى يتم حل هذه المشكلة.

كما لم يفكر في أي شيء آخر. ولم يكن يشتت انتباهه بالمهام الشاقة الأخرى. كل ما ركز عليه هو المهمة التي بين يديه. انظر الآن إلى تسلا: إنها عملاق مزدهر يعمل على تغيير عالم السيارات. بالتأكيد لن يكون الأمر كذلك بدون تركيز ماسك غير المترابط في المقدمة.

وسمح هذا التركيز لـ ماسك بإتقان فن الدخول في "حالة التدفق"، وهي الحالة العقلية التي ينغمس فيها الشخص الذي يؤدي نشاطاً ما تماماً في الشعور بالتركيز النشط والمشاركة الكاملة والاستمتاع في عملية النشاط. " تتحقق حالة التدفق هذه فقط عندما يتمكن الشخص من أداء مهام أخرى أقل أهمية دون تشتيت الانتباه.

ونصح جارن، بضرورة أن تفكر في حياتك العملية والطريقة التي تمارس بها مهامك اليومية. كم مرة تشتت انتباهك؟ كم مرة يجذب شيء صغير الحجم انتباهك بعيداً، مما يجعلك أقل إنتاجية وأقل فاعلية؟ كيف يمكنك جدولة يومك حتى تتمكن من إكمال مهمة واحدة، ثم الانتقال إلى المهمة التالية بشكل فعال وحماسي وهادف؟

ووفقاً لـ جارن، فإن العامل الآخر الذي يساعد ماسك على الدخول في حالة التدفق والبقاء فيه يتعلق بجودة العمل الذي يقوم به. ويعتبر ماسك، دراسة حالة مثالية لشخص يغذي شغفه أخلاقيات عمله. فتجده يحب ما يفعله، لأنه يفعل ما يحبه.

تأتي العديد من أفكار ماسك العظيمة من أسئلة صغيرة. كيف نجعل العبور في كاليفورنيا أكثر ملاءمة؟ سكة حديد. سكة حديد كهربائية. سكة حديد كهربائية تمر عبر نفق ضخم محفورة في جانب أحد الجبال. دائماً ما يكون السؤال الأولي صغيراً، ثم تكبر الإجابات بشكل تدريجي. ثم يأخذ كل إجابة على السؤال ويحاول تجسيدها بأفضل طريقة ممكنة. طريقة ماسك.

لذا ابحث عن فكرة صغيرة. قدم الإجابات الواضحة، ثم ركز على تلك الإجابات وتابعها بإصرار. تأتي الأفكار الكبيرة دائماً من التفكير الصغير.

ويرى جارن، أن السبب الأخير، هو قوة ماسك، وفي الواقع، كل سمة من السمات الأربع التي وصفناها أعلاه يتم صقلها فقط من قبل أولئك الذين لديهم قدر معين من الشدة. ومع ذلك، يقوم ماسك بذلك بطريقة صحية وبناءة.

قد يعتبر البعض أن العمل لساعات طويلة أو دفع الموظفين لهذا المستوى من العمل واختبار القدرات النهائية لقدرة فريق العمل، يمكن أن تأتي دائماً بالنجاح، إلا أن هناك معيار دائماً للاتزان والسيطرة على الأمور حتى لا تتسبب في النهاية بأداء ضعيف.