أعلن زعيم حزب "هناك مستقبل" الإسرائيلي يائير لابيد مساء أمس الأربعاء نجاحه في تكوين ائتلاف لتشكيل حكومة يتولى رئاستها بالتناوب مع رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، الذي من المقرر أن يتولى الفترة الأولى من رئاسة الحكومة بعد تشكيلها.
ويضم ائتلاف لابيد – بينيت حتى الآن حزبيهما "هناك مستقبل" و"يمينا" ومعهما حزب "أمل جديد" بزعامة جدعون ساعر، وحزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع الحالي بيني جانتس، وحزب العمل بزعامة ميراف ميخائيلي، وحزب "ميرتس" بزعامة نيتسان هوروفيتز، وحزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان، وحزب القائمة العربية الموحدة بزعامة منصور عباس، والذي يشارك لأول مرة في ائتلاف حكومي إسرائيلي.
وبذلك يصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أطول رؤساء الحكومات الإسرائيلية عهدًا والذي يرأس الحكومة منذ عام 2009 متزعمًا حزب الليكود، على عتبة الخروج من الحكم للمرة الأولى منذ 12 عامًا.
والملاحظة الأكثر تواترًا بين المتابعين هي مدى تنوع مكونات الائتلاف الذي يستعد للإطاحة بنتنياهو؛ فمن اليمين يضم الائتلاف أحزاب "هناك مستقبل" و"يمينا" و"أمل جديد" و"إسرائيل بيتنا"، ومن الوسط هناك حزب "أزرق أبيض"، ومن اليسار هناك حزبا العمل و"ميرتس"، فضلًا عن القائمة العربية الموحدة.
وعلقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بالقول إنه وإن كان من الطبيعي أن تتحد أحزاب اليسار والوسط في ائتلاف يستهدف الإطاحة بنتنياهو، زعيم حزب "الليكود" اليميني، فإن اللافت للنظر هو انضمام أحزاب اليمين نفسها إلى ائتلاف واحد مع اليسار لغرض وحيد هو طرح نتنياهو خارج معادلة السلطة.
وأوضحت الصحيفة أن التقسيم التقليدي للساسة في إسرائيل بين حمائم اليسار وصقور اليمين لطالما حدد ملامح السياسة الإسرائيلية وخريطتها الحزبية لعقود، لكن خلال العامين الأخيرين تحديدًا، منذ دخلت إسرائيل في دوامة انتخابية غرضها إخراج نتنياهو من السلطة، لم تعد الأيديولوجيا المحدد الرئيسي لمواقف الأحزاب، وأصبح خط الاصطفاف الوحيد في السياسة الإسرائيلية هو تأييد نتنياهو أو معارضته، فهناك من يرى الأخير أقوى حماة إسرائيل، والمقابل هناك من يصنفه كأخطر تهديد لـ "الديمقراطية الإسرائيلية".
وأجرت الصحيفة استطلاعًا للرأي شمل سؤال 1500 إسرائيلي عن موقفهم من نتنياهو واتجاههم السياسي العام (يميني أم يساري)، وفي حين أبدى عدد ضئيل للغاية لا يكاد يُذكر من اليساريين موقفًا إيجابيًا من نتنياهو، أبدى عدد كبير بشكل لافت للنظر من اليمينيين موقفًا سلبيًا من نتنياهو، الذي لطالما حظي بتأييد ذوي الميول اليمينية بشكل تقليدي.
ووصف نتنياهو بغضب المشهد الحالي بأنه "احتيال القرن" بعد أن انقلب عليه رفيقه نفتالي بينيت واختار التحالف مع زعيم المعارضة يائير لابيد، على الرغم من وعده علناً بأنه لن يقدم على هذه الخطوة.
وقد تؤدي التركيبة المتنوعة لتحالف لابيد-بينيت إلى وضع غير مستقر لاسيما في بلد تمزقه الانقسامات السياسية إلى درجة أن تكرار انتخابات بات أمراً طبيعياً فيه، وهذا يعني أن أحداً في إسرائيل لا يستبعد عودة نتنياهو إلى الحياة السياسية.