بعد شهور من الهدوء والأمان في قرى شرق النيل بنجع حمادي، رسمت حالة من الطمأنينة والسكينة بين أهالي المنطقة والمارين عبر طريق قنا الزراعي الشرقي، صدمت قنا بأكملها بالأحداث المؤسفة و المذبحة الدامية التي شهدتها قرية أبوحزام التابعة لمركز نجع حمادي.
عودة العنف في ثوب جديد لقري قنا
بشاعة المذبحة وعدم تفريق مرتكبيها بين طفل صغير أو شاب يافع، أو حتي بين رجل و إمرأة، كلها أسباب، رسمت حالة من القلق و الخوف بين سكان قنا بأكملها، خوفا من عودة العنف في ثوب جديد، قد يكون أكثر بشاعة من العقود الماضية التي شهدت حالات قتل مماثلة في العدد، لكن لا تماثلها في طريقة القتل وعدم مراعاة عادات وتقاليد الصعيد.
دقائق معدودة، كانت كفيلة بأن تقلب الموازين في مركز نجع حمادي خاصة و قنا عامة، و تبدل الأمن و الطمأنينة إلي قلق و رعب، فخلال هذه الدقائق فقد ١٠ اشخاص حياتهم و العدد قابل للزيادة لخطورة الوضع الطبي لبعض المصابين.
مذبحة لم تفرق بين أطفال أو كبار
المذبحة الدامية التي لم ترحم طفلا ولا مسناً، كفيلة لأن ترسم خريطة جديدة لعنف متوقع خلال الساعات أو الأيام القادمة، بعدما اخترقت الطلقات الغادرة أجساد أبرياء لا ذنب لهم سوي استقلالهم ميكروباص مع أحد المطلوبين لدي عائلة فقدت أحد أبنائها في خصومة ثأرية.
خلاف علي ماكينة ري مياه
تفاصيل المجزرة أو المذبحة كما يطلق عليها الأهالي، بدأت بخلاف عادي بين شخصين من عائلتي" العوامر و السعدية" لاختلافهم على ماكينة ري، تطورت بمشاجرة بالأسلحة النارية، انتهت بمقتل سامي عبدالشكور" عائلة السعدية"، و رفضت عائلة العوامر تسليم جثة القتيل لذويه، ما دفع عائلة "السعدية" لقطع الطريق على سيارة ميكروباص عائدة من مدينة نجع حمادي، اعتقاداً منهم بأن ركابها من عائلة العوامر، و أطلقوا وابل من الأعيرة النارية علي السيارة ومن فيها، ما أدي لمقتل ١٠ و إصابة ٧ حتي الآن.
وبعد الإنتهاء من المذبحة الدموية، تبين أن الضحايا من ٥ عائلات مختلفة، و ليسوا من أبناء العائلة المطلوبة كما اعتقد منفذوا الجريمة، ليزداد الأمر تعقيداً و تدخل عائلات أخري تفاصيل الخصومة الثأرية.
ارتفاع الضحايا لـ ١٠ قتلي و ٧ مصابين
وكان اللواء محمد أبو المجد، مدير أمن قنا، تلقي إخطاراً من مركز شرطة نجع حمادي، يفيد بوقوع اشتباك بالأسلحة النارية بين عائلتي " السعدية و العوامر" بقرية أبوحزام، نتج عنه مقتل ١٠ أشخاص و إصابة ٧ آخرين بطلقات نارية.
تبين مصرع كل من: نورالدين عبدالشافي محمد ٦٥ عاماً، يوسف مسعود نور ١٥ عاماً، حنان حامد شاكر ٢٠ عاماً، فتحي عمر محمد ٣٠ عاماً، عبدالشكور عبد الراضي عبدالشكور ٤٩ عاماً، عدلي حسن أحمد ٤٥ عاماً، هدى سعيد نور ٨ أعوام، محمد سيد محمد ٢٢ عاماً، و جاري التعرف علي هويات جثتين.
وإصابة كل من: هدية شحات محمد ٢٧ عاماً، طلق ناري اسفل الظهر، جمال عبد اللطيف بكري ٥٧ عاماً، طلق ناري بالجانب الأيمن، أيوب وليد أبوالحجاج ٥ أعوام، طلق ناري بالساق اليمني، علاء عبد الصبور عبدالمطلب ٤١ عاماً، بطلق ناري بالرأس، ناجح مسعد محمد ١٥ عاماً، طلق ناري بالساعد الأيمن، سناء محمد أحمد ٥٠ عاماً، طلق ناري بالظهر، و صابرين أحمد محمد ٤٧ عاماً.
كردون أمنى وحالة استنفار حول القرية
و يشهد محيط قرية أبوحزام، تواجد أمني مكثف من قبل أجهزة الأمن وقوات الأمن المركزي، لمنع تجدد الاشتباكات بين العائلتين، و سط جهود متواصلة لضبط المتهمين و الأسلحة المستخدمة.