EN
قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بالشأن التركي، إن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتصالح مع مصر ناتجة من شعوره بالعزلة السياسية القاتلة على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك بسبب سياسته الخارجية التي أدخلت بلاده في الكثير من المشاكل مع الشركاء الدوليين ومنهم مصر.
علاقات تركيا الخارجية
وأوضح عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن الرئيس التركي أردوغان، لديه اضطرابات مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وهو ما تسبب في تدهور الاقتصاد التركي، وتراجعه على كافة المستويات، لذلك تسعى أنقرة حاليا لإعادة ترميم علاقاتها المتدهورة مع دول العالم، مثلمثا فعلت مع الولايات المتحدة باتجاهها إلى مصر؛ لأنها الدول المحورية في الشرق الأوسط.
وأضاف الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الرئيس التركي أردوغان يسعى جاهدا لإعادة بناء العلاقات مع مصر، على أسس جديدة من الاحترام وعدم التدخل في شؤوننا، وبدأ في استعطاف القاهرة عبر إطلاق المفاوضات لإنهاء الخلاف؛ لأنه تأكد من أن مصر هي بوابة أفريقيا والدول العرب التى تسعى تركيا العبور من خلالها على أمل أن تبدي القاهرة تجاوب للمساعي التركية.
السياسة المصرية
وأكد عبد الفتاح، أن مصر بطبعها لا تريد مقاطعة أو خصومة مع أي دولة في العالم، لأن سياستها قائمة على التصالح والتفاهم والشراكة من أجل التنمية وليس الصدام والصراع، مسلطا الضوء على العلاقات المصرية الإثيوبية قائلا: "بالرغم من موقف إثيوبيا المهدد لآمننا المائي ما زالت مصر تتمسك بالمفاوضات وهذا يوضح دور مصر في التصالح والمحبة والسلام".
سبل التعاون بين البلدين
وتابع قلائلا: "تركيا دولة مهمة للغاية من حيث الموقع الجيوسياسي، كما أنها دولة أسيوية أوروبية، لها علاقات طيبة لأطراف مهمة عديدة، كما أنها دولة إسلامية سنية فيمكن التفاهم والتنسيق معها في أمور كثيرة للعالم الإسلامي والعربي، وهي أيضا دولة جوار للعالم العربي وتربطنا بها روابط ثقافية قديمة كما أنها ضمن مجموعة دول الـ 20 الإقتصادية علي مستوي العالم".
واختتم: "من خلال المقومات التي تمتلكها تركيا فإنه يمكن الاستفادة من إعادة العلاقات بشكل متوازن قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة؛ فمصر لا تريد المقاطعة مع أحد لأن المنهج المصري في العلاقات الدولية والسياسية قائم على التصالح والتفاهم والمصالح المشتركة وأساسها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير".
تصريحات الرئيس التركي
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن مصر ليست دولة عادية بالنسبة لأنقرة، وأن تركيا لديها فرصا للتعاون الجاد مع مصر في منطقة واسعة من شرق البحر الأبيض المتوسط إلي ليبيا.
وأوضح أردوغان خلال تصريحات إعلامية، أنه يحب الشعب المصري ويعرفه جيدا، متابعا: "أُكِن للشعب المصري المحبة، فالجانب الثقافي لروابطنا قوي جداً، لذلك نحن مصممون على بدء هذا المسار من جديد".
