EN
قالت أنغام جابر أمين" والدة الطفلة تسبيح": سعيدة جدا بحكم القضاء المصرى النزيه ومحكمة قنا، الذى أنصف بنتى "تسبيح" و أعاد لها جزءا من حقها، تجاه من تسببوا فى فقدانها لبصرها وإحداث عاهة مستديمة لن تشفى منها وفقاً لكلام الأطباء، لكن رغم فرحتى بحكم القضاء بالسجن عامين و غرامة 100 ألف لكل طبيب أهمل فى التعامل مع طفلتي، إلا أن هذه الفرحة بالحكم لن تعيد لبنتى نظرها و حياتها الطبيعية مثل بقية الأطفال.
وتابعت والدة الطفلة تسبيح، ما زلت لا أستطيع أن أتخيل كيف ستعيش بنتى تسبيح بدون نظرها، بعدما فقدته بسبب الإهمال الطبي أثناء فترة وجودها بحضانة المستشفى العام، فكلما تكبر تسبيح تتفاقم الأزمة سواء بالنسبة لى و أنا أراها عاجزة عن رؤية أشقائها أو أقرانها فى الشارع، أو بالنسبة لها وهى تخشى وتخاف من أى شىء يصطدم بها أو يلامس جسدها، أثناء محاولته المشى بمفردها داخل المنزل.
وأوضحت والدة الطفلة، أن قصة تسبيح بدأت فى 2019 عندما وضعتها مع توأمها عمر، داخل مستشفى خاص بمدينة قنا، لكن شقيقها توفى بعد أيام من وضعه فى حضانة المستشفى الخاص، وبقيت تسبيح فترة داخل الحضانة، و نظراً لارتفاع التكاليف نقلتها إلى حضانة المستشفى العام، واستمرت فترة هناك، وكنت أذهب للاطمئنان عليها بشكل أسبوعى، إلى أن أخبرونى المرضات قبل عيد الأضحى، بأن طفلتى بصحة جيدة، فتسلمتها من الممرضات، و وقتها كان والدها فى السعودية، ولم يخبرنى أحد بأن طفلتى تحتاج لرعاية أو فحص لقاع العين.
و تابعت والدة الطفلة، توجهت بطفلتى للمنزل و بعد شهرين شعرت بعدم انتباه طفلتى للإضاءة، فتوجهت بها لطبيب فى مدينة نقاده، و أخبرنى بأن حالة طفلتى متأخرة، نتيجة أمراض من الحضانة، فتوجهت بها على الفور لأكبر الأطباء فى القاهرة، و أفادونى بأن طفلتى مصابة بانفصال ورشح فى الشبكية ورجوع للعدسة، وهو ما كان يستدعى العلاج خلال 30 يوم، و أن علاجها يكاد يكون أمر مستحيل، لكننى لم أستسلم و أرسلت تقارير عن حالتها لأطباء خارج مصر، لكن فى النهاية أخبرونى بأن ابنتى سوف تعيش بعاهه مستديمة.
وأضافت والدة الطفلة، فى عمر 6 شهور وبعدما تأكدت بأن الإهمال الطبى هو من تسبب فى حرمان طفلتى من نور عينيها، توجهت لنيابة البندر، وتقدمت بشكوى ضد المستشفى الخاص والعام، لكن الطب الشرعى أثبت حدوث عاهه مستديمة و أن الاهمال حدث من أطباء المستشفى العام، لعدم إخبارى بأن طفلتى تحتاج لفحص قاعة العين ، والذى كان من الممكن أن يساهم فى العلاج و انقاذ حالة بنتى حال تدارك الأمر مبكراً.
وأستطردت والدة الطفلة، اتهمنى الأطباء بأننى السبب فى ما حدث لابنتى لأننى مصابة بالسكر، للهروب من مسئوليتهم تجاه ما حدث لـ "تسبيح" وهى اتهامات لا أساس لها من الصحة، لأننى أنجبت قبلها طفلين ولد و بنت والحمد لله أصحاء وهو ما يجعل هذا الإدعاء غير منطقى و أنه مجرد إدعاء كاذب، لكن بفضل الله الطب الشرعى أنصفنى و القضاء المصرى كان له الكلمة الأخيرة والأهم، و أتمنى أن يؤيد الاستئناف حكم الحبس والغرامة حتى لا يضيع حق ابنتى وغيرها من الأطفال الأبرياء الذين قد يتعرضون لمثل هذا الإهمال.
و أشارت والدة تسبيح، إلى أن الكثير كان يتسأل من يقف وراء قضية طفلتها حتى تحصل على هذا الحكم، وتناسوا أن قضائنا النزيه لا يعنيه شخص ذو حيثيه أو مواطن عادى، ونظر إلى القضية على أنها قضية كل الأطفال وحتى لا يكون هناك حالات مكررة من "تسبيح" نتيجة الإهمال، مضيفة رغم جزم كل الأطباء بأن حالة طفلتى منتهية لكننى لن أفقد الأمل ولو سمعت عن علاج لها فى آخر الدنيا لن أتردد حتى تعيش طفلتى مثل الآخرين.
وكانت محكمة جنح قسم قنا، برئاسة المستشار سليم أبوسحلي، عاقبت ١٦ طبيباً بالسجن عامين و غرامة ١٠٠ ألف جنيه لكل منهم، بتهمة الإهمال الطبي والذي تسبب فى فقدان الطفلة "تسبيح" لبصرها مدى الحياة، فى القضية رقم 2005 لسنة 2021 جنح قنا.
