تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه : “هل يجوز أن أدعو على من ظلمني حتى لو كانوا من أقاربي؟”.
وأجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: إن دعاء المظلوم على الظالم جائز، فالله سبحانه وتعالى قال “لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ”، والرسول صلى الله عليه وسلم قال “اتَّقِ دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.
وأضاف أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على يوتيوب أن الأولى والأفضل ألا يشغل الإنسان نفسه بهده الأمور، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويفوض أمره إلى الله، وبدلا ما إشغال نفسه بالدعاء على الأشخاص يستغل هذه الفترة بالدعاء لنفسه وذكر الله.
وأشار إلى أنه في كل الأحوال الله مطلع على عباده وسيحاسب كل إنسان على تصرفاتهصغيرة كانت أو كبيرة، قال تعالى "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا.
وأكد أن كل الأعمال يوم القيامة ستظهر وتتكشف ويقتص المظلوم من الظالم حتى يأخذ حقه غير منقوص.
حكم قطع العلاقة بمن ظلموني
وأجاب الدكتور محمود شلبي، عن سؤال "هل من حقي أن أقطع علاقتي بأشخاص ظلموني وألا أسامحهم حتى إذا كانوا أقاربي؟ قائلا: إن الأقارب لو كانوا من الرحم، فالرحم صلتها واجبة قدر المستطاع ولا يجوز قطعها.
وأضاف أمين الفتوى أن صلة الرحم ممكن أن تكون عن طريق التليفون أو رسائل واتساب وsms أو إرسال جواب أو فاكس أو أيا كانت الطريقة.
وأشار إلى أن القطع بالشكل التام بين الإنسان ورحمه لا يجوز، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ليس الواصل بالمكافِئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها”.
ونوه إلى أنه لو كان الناس الذين ظلموا الإنسان ليسوا من الرحم كونهم من أطراف العائلة مثلا أو جيران وغير، وكان هذا الظلم بينا وواضحا ولا يستطيع الشخص أن يتواصل معهم فيجوز له أن يتجنبهم ويكون "كل واحد في حاله" ولا شيء في ذلك.