الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفرق بين رحمة والرحمة في معاني القرآن الكريم

الفرق بين رحمة والرحمة
الفرق بين رحمة والرحمة

ما الفرق بين رحمة والرحمة؟ وردت كلمتا الرحمة ورحمة في القرآن الكريم ويتساءل البعض عن المقصود بها وهل «أل» للتعريف.

 

الفرق بين رحمة والرحمة
1- يقول تعالى لنبيه الكريم:  «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ» (رحمة) هنا نكرة 
2- ويقول تعالى: «وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ» الرحمة، الألف واللام هنا ليست «ال التعريف»، إنما هي «ألف لام» الاستغراق .
3- إذن: جاءت رحمة (نكرة) في الحديث عن رحمة النبي، ومقترنة بـ(ال) الاستغراق في الحديث عن رحمة الله تعالى.
4 - بمعنى: أن (الرحمة) كلها من الله تعالى، والنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أوتي طرفاً منها (رحمة).

 

 

لماذا أفرد الله كلمة السمع وجمع الأبصار؟

قال الدكتور محمد داود المفكر الإسلامي، إن من لطائف القرآن الكريم، أنه أفرد السمع وجمع  كلمة الأبصار.


وأضاف «داود» خلال تقديمه برنامج «روائع البيان القرآني»، على موقع «صدى البلد»: أن السمع دائمًا مفرد والأبصار جمع دائمًا في القران الكريم، ليعبر عن دقة المفردة القرانية في التعبير عن المعنى.

 

وأوضح: عندما يصدر الصوت تسمعه من أي جهة من يمينك أو يسارك أما البصر فحين تنظر لليمين سترى مشهداً وحينما تنظر لليسار سترى مشهدًا آخر وللخلف مشهد رابع ولما تعددت المشاهد وارتبطت بحالاوت وجود النور عبر عنها القرآن الكريم  بالجمع.

 

وأكمل: كان من دقة المفردة الكلمات القرانية أنه جمع الأبصار ثم أفرد السمع، وحين يصدر الصوت يسمع من كل الجهات يضاف على هذا أن أهل العلم قالوا إن السمع متقدم على البصر والطفل يسمع وهو في بطن أمه والبصر أتي متأخرًا.

 

وتابع: إن الجمع ليوافق المعنى الدقيق المحكم للمفردة القرانية قال تعالى: «فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ».

 

سر تكرار فبأى آلاء ربكما تكذبان

قال الدكتور محمد داود المفكر الإسلامي إن من لطائف التعبير القرآني بل من دقة الكلمة القرانية، بيان أن القرآن وإن بدى لك إن به آيات أو الجمل أو الكلمات مكررة فهو تكرار ظاهري لمن لا يدركون المعنى الدقيق.

 

وأضاف محمد داود، أن كثيرًا من الناس يسألون عن سورة الرحمن كيف يتكرر «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» 31 مرة، كان يكفي التكرار مرة أو اثنين فما السبب؟ وهنا يجيب العلماء المتخصصون فى المعاني القرآنية والدلالات القرآنية أنه لما تعددت وتنوعت النعم في سورة الرحمن، وجب التذكير بعد كل نعمة، لأن معنى «فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ» التذكير بهذه النعمة، كأن ربنا سبحانه وتعالى يذكرنا بعد كل نعمة جديدة من نوع جديد، فهل تستطيع أن تكذبها.

 

وأضاف المفكر الإسلامي أن الله سبحانه، وتعالى يقول لك هل تكذب هذه النعمة فإن كذبت واحدة منها النعمة فهل ستكذب الباقي، فهذا ليس تكرارًا إنما وجب التذكير بعد كل نعمة لما تنوعت النعم.

 

ونوه خلال تقديمه برنامج «روائع البيان القرآني»، على موقع «صدى البلد» إلى أنه إذن لا يوجد بذلك تكرار فى السورة وإنما ما يوجد هو تذكير واجب بعدما تعددت النعم وتنوعت.

 

وأوضح أنه قد يترتب على هذا سؤال آخر وهو أن آية «يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ» تتحدث عن العذاب، فكيف يكون التذكير بالنعمة بعد آية عذاب، فهل النار والعذاب نعمة لكى يأتى بعدها التذكير “فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ”؟ نعم نعمة،لأنها من قبيل التحذير من ذلك الشيء حتى لا نعمل بالأسباب المؤدية إليه فننجو.

 

وضرب المفكر الإسلامي محمد داود مثالاً على ذلك قائلاً: «عندما يخبرك الطبيب بأن عليك ألا تكثر من أكل السكر والملح لأن فيهما خطورة عليك، فهو ينبهك أنك من ممكن أن تموت بسبب الإسراف في أكل هذه الأنواع من الأطعمة، فهل هو بذلك يريد بك ضررا؟! لا.. فالحكمة العقلية تقول من حذرك من الشر قبل وقوعه حتى لا تقع فيه فقد أنعم عليك».

 

وأكد أن الله سبحانه وتعالى يذكر النار حتى لا يدخل الناس النار، وإنما يحذرهم من أن يفعلوا الأعمال المؤدية إلى النار فيتجنبوها، وهذا من باب التذكير وهو نعمة، وهذا من لطائف التعبير القرآني.