اقترب سياسيون إسرائيليون من تشكيل ائتلاف حكومي ينهي 15 عاماً من حكم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث تشير معطيات الساحة السياسية الإسرائيلية إلى توجه السياسيين، اليميني نفتالي بينيت، والمذيع التلفزيوني يائير لبيد، نحو تشكيل ائتلاف حكومي أطلقت عليه وسائل الإعلام العبرية اسم "التغيير".
ومن شأن هذا الائتلاف الإطاحة بنتنياهو، وسط اقتراب الموعد النهائي لمفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وأخفق نتنياهو (71 عاماً) بعد انتخابات مارس في تشكيل ائتلاف حكومي قبل أن يعهد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مايو/أيار الجاري بالمهمة إلى الزعيم الوسطي يائير لبيد المهمة.
وفي حال نجح لبيد وبينيت (49 عاما) والذي سبق أن شغل حقيبة وزارية في عهد نتنياهو، في تشكيل ائتلاف "التغيير"، فسيؤدي ذلك إلى الإطاحة برئيس الوزراء الذي يواجه محاكمة بتهم تتعلق بالفساد لكنه ينفيها، ويشغل المنصب منذ العام 2009 دون انقطاع، وسبقتها فترة امتدت لثلاث سنوات.
ومن المتوقع أن يعتمد ائتلاف لبيد-بينيت الذي عليه أن يجمع 61 نائباً من أصل 120، على التناوب؛ إذ سيشغل الزعيم اليميني المتشدد رئاسة الوزراء قبل أن يترك المنصب للبيد، وسيضم الائتلاف الحكومي أيضاً وزير الدفاع زعيم حزب "أزرق أبيض" الوسطي بيني جانتس، الذي واجه نتنياهو في ثلاثة انتخابات سابقة غير حاسمة، بالإضافة إلى زعيم حزب الأمل الجديد جدعون ساعر.
وسينضم إلى الائتلاف الحكومي كلّ من حزب "إسرائيل بيتنا"، بزعامة أفيجدور ليبرمان وحزبي العمل وميرتس. لكن يبقى الائتلاف المتوقع بحاجة إلى دعم أحزاب يمينية متشددة تدعم الاستيطان، إلى جانب دعم النواب العرب في الكنيست، وهي أمور تصعّب تشكيله.
فشل نتنياهو في تشكيل حكومة
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إنه بعد فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية بناء على تكليف من رئيس الدولة، حيث انتقل التكليف إلى المرشح الأخر للانتخابات يائير لبيد، وتم منحه مدة زمنية محددة تصل إلى 20 يوما أوشكت على النفاذ.
وأضاف فهمي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن يائير لابيد اتفق مع كل من نفتالي بينيت رئيس حزب اليمين وجدعون ساعر زعيم حزب أمل جديد على تشكيل الحكومة في حركة تعتبر تحولا كبيرا على الساحة السياسية في إسرائيل.
ولفت "بدأت بالفعل خطوة تشكيل الحكومة مما نتج عنه تهميش وضع نتنياهو، ولم يبق أمامه سوى الانضمام لصفوف المعارضة بقيادة حزبة الليكود، أو دخول الحكومة كوزير أو كمسؤول سابق".
وتابع "نتنياهو الآن أمام إشكالية حقيقية تتعلق بالتهميش السياسي المباشر له من تكوين الحكومة، وقد يؤدى هذا إلى حالة من عدم الاستقرار في الفترة المقبلة".
ولفت "ربما في الفترة القادمة يكون هناك محادثات بين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لبيد حول وضع نتنياهو السياسي القادم".
واختتم "هذه هي المتغيرات التي حدثت بالداخل الإسرائيلي من الممكن أن تذيح نتنياهو من المشهد السياسي في إسرائيل، وسيترتب على ذلك تغير كامل للسياسية الإسرائيلية الداخلية والخارجية".