كشف بحث جديد اجرى مؤخرا من قبل باحثون في جامعات صينية وأمريكية، عن تقنية جديدة من شأنها تحسين العلاج المناعي للسرطان، باستخدام الأدوية المضادة للكوليسترول.
علاج جديد للسرطان
وأفاد الباحثون، بأن العلاجات المناعية للسرطان نجحت في تمكين نسبة تتراوح بين 10%، و30% من المرضى الحاصلين عليها من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة، لكنها لا تزال غير فعالة في علاج غالبية مرضى السرطان.
وتابع الباحثون، أنه يمكن لدمج الأدوية المضادة للكوليسترول مع العلاج المناعي أن يضمن نسبة شفاء اكبر من استخدام العلاج المناعي بمفرده، وذلك وفقا لما نشر في مجلة " ساينتفيك أمريكان" الطبية.
وقال الدكتور تشوان يوان لي أستاذ الأمراض الجلدية والصيدلة وبيولوجيا السرطان، بالمركز الطبي لجامعة ديوك الأميركية، والباحث الرئيسي في الدراسة، إن الشيء الجديد الذي تبشر به الدراسة هو أنه قد يكون من الممكن تحسين العلاج المناعي للسرطان باستخدام الأدوية المضادة للكوليسترول (التي تسمى مثبطات PCSK9) المستخدمة بالفعل في العيادات.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن تثبيط أو حذف بروتين يسمى PCSK9 بالأدوية المضادة للكوليسترول يمكن أن يزيد من الفعالية العلاجية لـ العلاج المناعي للحصار المفروض على السرطانات في الفئران.
وأضاف “لي”، أن بروتين PCSK9 هدف مهم في أمراض القلب، وقد تمت الموافقة بالفعل على العديد من الأدوية التي تستهدف "PCSK9" لخفض نسبة الكوليسترول في المرضى الذين لا يستجيبون لعقاقير الستاتين، وهي فئة من الأدوية المخفضة للكوليسترول عبر تثبيط الأنزيم HMG-CoA reductase.
وأوضح "لي"، أن تثبيط بروتين PCSK9 "تتمثل الفائدة الأساسية في احتمالية نجاح التجارب السريرية البشرية، مما يؤدي إلى زيادة نجاح العلاج المناعي للسرطان مع آثار جانبية أقل عند مقارنته بالطرق الأخرى.
وعن أهمية العلاج المناعي في المستقبل، أكد "لي" أن دوره سيكون حاسمًا في مكافحة السرطان؛ لأنه يستهدف قدرة الجسم الفطرية على تحديد الخلايا السرطانية المارقة والقضاء عليها، ومن الأمور المبشرة بالخير هنا أن بعض المرضى -على قلة أعدادهم- قد نجوا لفترة طويلة ولا يزالون خاليين من الأورام.
وأشار الباحثون ، إلى أن الكوليسترول، مادة شمعية وجودها هام للجسم، لكن ارتفاع مستواها يؤدي إلى مشكلات صحية، من بينها الإصابة بجلطات، لكن من الجوانب الإيجابية لـ "الكوليسترول"، المساهمة في تكوين الجدار الخلوي، وصناعة العديد من الهرمونات (مثل هرمونات الذكورة والأنوثة والكورتيزول).
وأكد الباحثون، أن مادة الكوليسترول تساعد في إنتاج فيتامين "د" المسؤول عن تنظيم نسبة الكالسيوم في الجسم، وبالتالي الحفاظ على صحة الأسنان والعظام.
ومن المعروف انه العلاج المناعي للسرطان بدأ اكتشافه في عام 1981، عندما اكتشف الجراح الأميركي ويليام كولي -عن طريق الصدفة- أن حقن الأورام السرطانية بسلالات معينة من البكتيريا يحفز الجهاز المناعي للقضاء على تلك الأورام.
وجاء اكتشاف العلاج المناعي أثناء متابعة "كولي" حالة مريض كان مصابًا بسرطان العنق -فئة من السرطانات تحدث في منطقة الرأس والعنق، والذي كان مصابًا أيضًا بعدوى بكتيرية؛ إذ فوجئ باختفاء الأورام وتعافى المريض.