شن الجيش الإسرائيلي، قصفًا عنيفًا على قطاع غزة، استمر 11 يومًا وأودى بحياة 253 شهيدًا فلسطينيًا، خلال جولة التصعيد الأخيرة مع الفصائل الفلسطينية على خلفية احتجاجات أهالي حي الشيخ جراح بالقدس على خطط تهجير سكان فلسطينيين من منازلهم.
وبالتوازي مع القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة، شرعت مجندات الجيش الإسرائيلي في نشر مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي، يستعرضن فيها أجسادهن في الأزياء العسكرية بأوضاع مثيرة، في محاولة لحشد التأييد لجيش الاحتلال أثناء الحرب على غزة.
وسلطت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية الضوء على جهد الجيش الإسرائيلي الممنهج على الإنترنت لنشر الدعاية واجتذاب دعم المستخدمين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت بأساليب متعددة، بينها الأسلوب المعروف بمصطلح "فخ العطش".
ويشير مصطلح "فخ العطش" إلى أي محتوى مرئي على وسائل التواصل الاجتماعي يهدف إلى إثارة الغرائز الجنسية، مستغلة حاجة الشباب إلى إشباع "العطش الجنسي"، ولا سيما أولئك الذين يواجهون صعوبات في إشباع احتياجاتهم الغريزية لسبب أو آخر.
وخلال جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، كثفت مجندات الجيش الإسرائيلي نشر مقاطع الفيديو التي يمكن إدراجها تحت تصنيف فخ العطش، مع ربطها بالحرب الدائرة في غزة، حيث شرعن في بث صور ومقاطع فيديو لهن في مواقع على حدود القطاع.
ونقلت الصحيفة عن أستاذة الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة ديوك الأمريكية ريبيكا ستين أن "الجيش الإسرائيلي لديه تاريخ طويل من تمجيد الجمال في الزي العسكري كرمز وطني، وهو يستخدم ذلك بأساليب جديدة تتماشى مع احتياجات العالم الرقمي".
وأوضحت الصحيفة أن من بين أهداف فخاخ العطش إضعاف دوافع الشباب الإسرائيلي التقدمي الذي يبدي بعض التعاطف مع القضية الفلسطينية، من خلال زرع صورة ذهنية إيجابية عن الجيش الإسرائيلي في وعيهم باعتبار الجيش مجالًا لتواجد الحسناوات بأزيائهن العسكرية المغرية.
ومع أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث الدعاية وحشد التأييد ليس أمرًا جديدًا، إلا أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بقدرات خاصة في هذا المجال، وحول ذلك تقول باحثة الدكتوراة في الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة ديوك صوفيا جودفريند "إسرائيل مجتمع عسكري، ولذا فهناك قبول واسع لهذا النوع من المحتوى، أما في الولايات المتحدة فلا يجتذب هذا المحتوى تفاعلًا ضخمًا".
وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي أنشأ حسابًا على تطبيق تيك توك العام الماضي، وحتى الآن تخطى عدد متابعيه 100 ألف شخص، لكن في الآونة الأخيرة وخاصة إبان الحرب على قطاع غزة غلبت التعليقات السلبية على منشورات الحساب التعليقات الإيجابية، وهو ما علقت عليه الصحيفة بالقول "يبدو أن الفلسطينيين ينتصرون في معركة وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضافت ستين "هناك تحول كبير في بيئة وسائل التواصل الاجتماعي، واكتسبت الرسائل الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي انتشارًا عالميًا بطريقة غير مسبوقة تمامًا، وهو ما لم يكن عليه الحال في الحملات العسكرية السابقة".