قال الدكتور ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني، والقيادي بحركة فتح، إن المبادرة المصرية للتهدئة بين المقاومة الفلسطينية، وقوات الإحتلال الإسرائيلي، تمكنت من رفع العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.
وأضاف ماهر صافي خلال ندوة في "صدى البلد"، أن المبادرة المصرية كان آثرها طيبا لدى الشعب الفلسطيني، والذي أعرب من خلال احتفالاته بعد وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة عن تقديره للجهود التي بذلتها القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني، أن مصر كان لها دورا تاريخيا في إعادة القضية الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات مرة آخرى، خاصة بعد غياب القضية الفلسطينية عن الساحة العربية والدولية بفعل ثورات الربيع العربي التي أخفت ملامحها تاريخياً وجغرافيا.
وتابع "ليس جديدا على مصر القيام بالدور الأوحد في ظل التدخلات التي كانت لا تريد خيراً للمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط"، مردفا "العالم يعلم مدى حرص مصر على استقرار الأوضاع في فلسطين وفي المنطقة العربية والشرق الأوسط، رغم أن كل الثورات كانت تستهدف مصر، ولكنها خرجت إلي بر الأمان بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
ولفت "المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة وإعمار القطاع، جاءت في وقتها لتعطي دلالة واضحة وإجابات سريعة للجميع أن مصر حاملة وحامية للقضية الفلسطينية".
وأشار إلى أن مصر قطعت شوطا كبيرا في المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، وأن العوامل الخارجية والدول التي كانت تددخل في الشأن الفلسطيني ولا تريد الخير لمصر ولا فلسطين؛ أصبحت الآن تشكر مصر على دورها في التهدئة والعمل على إنجاح ملف المصالحة.
وأكد إن الوفد الأمني المصري زار غزة والضفة الغربية مئات المرات؛ من أجل أن يضع النقاط فوق الحروف، وإنهاء ملف المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية.
وأردف "كان لمصر الدور الأكبر في إنهاء العدوان، وإعلان وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة، وأيضا لها الدور الأكبر في الإعمار والبناء، وظهر ذلك من خلال إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة بمبلغ 500 مليون دولار".
عدوان 2014 على غزة
وواصل "بالعودة إلى عدوان 2014 على قطاع غزة، حينها طرحت القيادة السياسية المصرية مبادرة لوقف العدوان، ولكن بعض الدول والأطراف الخارجية أرادت عدم إنجاحها، واستطاعت بالفعل بسبب التدخلات القوية أن تؤثر على الفصائل الفلسطينية وجعلتها ترفض المبادرة المصرية"، مستطردا "حين طرحت مصر مبادرتها لم يكن مر على العدوان أسبوعا، وكان عدد الشهداء 88 شهيدا فقط، ولكن التعنت والرفض والتدخل الخارجي جعل العدوان يستمر لـ 51 يوما، وخلف 2700 شهيد بالإضافة إلى 16 ألف مصاب نهيك عن التدمير الهائل، والذي لا يزال قطاع غزة يعاني منه حتى اليوم".
واستكمل "المبادرة المصرية في 2021، انجزت سريعا، وانقذت القطاع؛ لأن الفصائل الفلسطينية أدركت أهمية وقيمة الدور المصري في حماية وحفظ دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وتجلى ذلك في خروج أبناء الشعب الفلسطيني مهللين ومحتفلين بالمبادرة المصرية التي جاءت في وقتها المناسب، وهناك دول عديدة دعمت وساندت المبادرة المصرية من بينها دول كانت ترفض الدور المصري في 2014".