-فيروس كورونا يدمر أدمغة وقلوب الأطفال

-خبير مناعة يكشف تفاصيل تأثير كورونا على قلب الطفل

يلعب الوعى بـ اعراض كورونا عند الأطفال دورا كبيرا فى السيطرة على المرض وإنقاذ الصغار منه خاصة فى ظل انتشار الموجة الثالثة للوباء بصورة واسعة فى مختلف الدول وما صاحبها من ظهور أمراض أخرى مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمةعند الاطفال.

تساعد معرفة الآباء والأمهات بـ اعراض كورونا عند الأطفال التمكن من اكتشاف المرض بسرعة وبالتالي التمكن من إنقاذ الاطفال من فتك هذا المرض.

نرصد لكم فى هذا التقرير ما أوردته الأبحاث والدراسات العلمية عن أعراض كورونا عند الأطفال.

الأعراض طويلة الأجل

كشفت دراسة روسية حديثة أن أعراض كورونا عند الأطفال تستمر حتى بعد 4 أشهر بعد التعافي.

كما بينت الدراسة أن الأطفال الأكبر سناً والمصابين بالحساسية أو الربو توجد احتمالات أكبر للإصابة بأعراض قد تستمر لعدة شهور بعد التعافي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وكان العرض الأكثر شيوعاً الشعور بالتعب، يليه الأرق، كما أبلغوا عن تغير في حاسة الشم والصداع وفقدان الشهية، وزيادة معدلات النوم، وانخفاض في النشاط البدني، و بالرغم من تراجع معظم الأعراض بمرور الوقت، لكن اضطرابات النوم والصداع لم تتغير، و لوحظ أن خطر ظهور أعراض طويلة المدى يزداد مع تقدم العمر.

القلب

كشف العلماء والباحثون خلال الفترة الماضية أن فيروس كورونا يسبب مشاكل قلبية بشكل شائع في مرضى كورونا، ولكن مؤخرا بدأت تظهر حالات للأطفال من بينها رضيع عمره شهران فقط.

عانى الرضيع البالغ من العمر شهرين من أعراض مثل الاختناق وتغير لون الجلد إلى اللون الأزرق بعد الرضاعة لم يكن لدى الطفل أي تاريخ من الحمى أو السعال أو أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي أو نقص التغذية أو الإسهال أو القيء قبل العرض الأول ومع ذلك ، فقد ولد الطفل قبل الأوان.

واجرى اختبار فيروس كورونا للرضيع في البداية كان سلبيًا، ولكن بعد فترة وجيزة كانت نتيجة الاختبار إيجابية كما ظهرت إصابة في عضلة القلب بسبب العدوى الفيروسية وأعراض قصور القلب التي تفاقمت بسبب عدوى فيروس كورونا واستبعدت الاختبارات جميع الأسباب الفيروسية المحتملة الأخرى لإصابة عضلة القلب احتاج المريض وفشل الجهاز التنفسي .

الدماغ

حذرت دراسة علمية من خطورة أعراض كورونا عند الأطفال حيث ثبت أنه يؤثر على أدمغتهم حيث وجدت أن نصف الأطفال المصابين بحالات التهابية مرتبطة بكورونا عانوا مشكلات عصبية خطيرة، بدءا من الهلوسة، وصولا إلى تلف أنسجة الدماغ.

ولاحظ الخبراء سجلات أكثر من 46 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما، وتم تشخيصهم بالإصابة بمتلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة المرتبطة بإصابتهم بـفيروس كورونا حيث تلتهب أجزاء مختلفة في الجسم، لكن الأكثر خطورة تكون تلك الالتهابات الموجودة في الدماغ.

الأعراض الصامتة

اكتشفت دراسة حديثة أن ما يقرب من 75% من الأطفال لم تظهر عليهم أى أعراض كورونا التقليدية للمرض مثل السعال أو ضيق التنفس وبتالى فهم يشكلون خطرا كبيرا على من حولهم لأنهم ينقلون المرض للآخرين.

وذكرت الدراسة التى نشرت فى مجلة "Scientific Reports"، أن الغالبية العظمى - نحو 81% - من أكثر من 12 ألف طفل مصاب بعدوى فيروس كورونا شاركوا فى الدراسة، لم يصابوا بارتفاع درجات الحرارة.

في بداية ظهور فيروس كورونا كان الأطفال فى مأمن من الإصابة به ولكن مع انتشار المرض بسرعة وظهور سلالات جديدة من الفيروس بدأت الإصابات بين الأطفال تزداد بل وتعرضهم للمعاناة من مضاعفات المرض التى تؤثر على أجهزة الجسم الأخرى ومن بينها القلب.

حالات نادرة لكنها خطيرة

وحول حقيقة حجم المخاطر والمضاعفات التى يتعرض لها الأطفال بعد الإصابة بـ فيروس كورونا خاصة فيما يتعلق بمشاكل القلب حدثنا الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، قائلا “ بشكل عام لا يعاني الأطفال المصابون بـ فيروس كورونا مشاكل خطيرة فى القلب مقارنة بالبالغين حتى الآن ، ولكنها فى نفس الوقت تحدث فى حالات نادرة ” .

وأضاف "بدران" فى تصريحات خاصة لـ موقع “صدى البلد ” الإخباري أنه يطلق على هذه المضاعفات اسم متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة عند الأطفال وللأسف يمكن أن تسبب تلفًا خطيرًا في القلب وقد تصل لحد الصدمة القلبية أو الوفاة.

متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة

وبين “ بدران” أنه يمكن أن يعاني الأطفال الذين نجوا من متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة، من عدم انتظام ضربات القلب وتيبس عضلة القلب التي تمنع القلب من الاسترخاء بشكل طبيعي والنبض بشكل صحيح. تتميز ببعض الخصائص المشابهة لمرض كاواساكي.

مؤكدا أن مشاكل القلب فى أطفال كورونا غالبا تحدث فى حالة معاناة الطفل من إحدى المشكلات التالية، وهى: وجود تشوه فى القلب مهمل العلاج ،أو عاصفة السيتوكينات، أو وجود مرض مزمن لا يتم الاهتمام بعلاجه.

مناعة الأطفال تختلف عن الكبار

أوضح “بدران” أن أجهزة المناعة فى الأطفال تتفاعل مع فيروس كورونا بشكل مختل عن مناعة الكبار، والاستجابة المناعية فى الأطفال الذين يعانون من فيروس كورونا لا تشمل غالباً عاصفة السيتوكينات المدمرة لأعضاء الجسم التى ربما تزداد مع تقدم العمر .

مؤكدا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بـ فيروس كورونا المستجد خاصة فيما يتعلق بالتباعد الاجتماعى والنظافة الشخصية لأن الوقاية تجنبنا الكثير من المتاعب.