EN
تُساهم المرأة بشكل أساسيّ في الأنشطة الاقتصادية، والزراعية وفي كافة أشكال النمو في المجتمعات المتقدمة،والتغيير الايجابي الذي تسعى له المجتمعات مرهون بشكل كبير بواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع، فهي تشغل دور أساسي في بناء الأسرة كلبنة أولى ثم بناء المجتمع ككل.
وهناك نماذج يقف المرء عندها لعظم دورها في الحياة، ومن أهم هذه النماذج المرأة، وخاصة العاملة، التي تضرب أمثلة عظيمة في الكفاح من أجل حياة كريمة، والعيش الكريم دون تفرقه حينئذ بين المرأة والرجل.
داخل عربة سوزوكي 7 راكب، تجلس داليا محمد السيد أحمد تقود سيارتها داخل منطقة محطة مصر بكل ثقة لمساعدة أسرتها في العيش الكريم، داليا أو كما أطلق عليها "سيدة الميكروباص" خريجة جامعية متعلمة، حيث تخرجت من كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، ولكنها لم تلقي بالاً لأي كلام أو انتقادات لعملها في مهنة يظن البعض قاصرة على الرجال،فالسعي وراء القوت ولقمة العيش لا يفرق بين رجل وامرأة.
اقرأ أيضًا:
محافظ الإسكندرية يستقبل سائقة الميكروباص: حريصون علي دعم ورعاية النماذج المشرفة
بالصدفة البحتة، التقاها محافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف، أثناء تفقده مشروع تطوير ميدان محطة مصر، واستفسر منها عن وجود أي احتياجات لها لتلبيتها في الحال، مؤكدًا أنه سيتم تكريمها بمبني الديوان العام للمحافظة تشجيعا وتحفيزا لها.
وأشاد المحافظ بحرص السيدة الفاضلة على العمل قائلاً لها: "أنتِ مثال رائع لكل شاب وفتاة حابب يأكل عيش بالحلال.. وجميعنا فخورين بكي".
وقد استقبلها اللواء محمد الشريف اليوم الخميس لتكريمها تشجيعا وتحفيزا لحرصها على القيام بعمل مشرف لخدمة أسرتها، وقدم المحافظ لها شهادة تقدير من محافظة الإسكندرية، ومكافأة مالية، ووعدها أيضاً بتوفير وظيفة مناسبة لمؤهلها بجانب عملها المشرف هذا.
وأكد المحافظ أن داليا، نموذج ومثال مشرفاً للمرأة السكندرية، وأنها مثال رائع لكل شاب وفتاة. وأضاف الشريف أن محافظة الإسكندرية حريصة على تقديم كل الدعم والرعاية لجميع النماذج المشرفة والمضيئة بها، وتشجيع فتيات وشباب الإسكندرية على خوض التجارب القوية لإثبات ذاتهم.
وفي تصريحات لصدى البلد، قالت داليا إنها تخرجت من كلية الدراسات الإسلامية شعبة لغة عربية بجامعة الازهر، وأصولها من محافظة الشرقية، وبعد تخرجها تزوجت وجئت إلى الإسكندرية وحاولت العمل بتخصصي لكن لم أجد فرصة عمل مناسبة، ولذلك بدأت في العمل في عدد من المجالات ولكنها لم تكن تكفي أعباء الحياة اليومية مع زوجي، حتى بدأت في العمل على هذه السيارة الصغيرة، التي اشتريتها بالقسط لمساعدة زوجي على أعباء الحياة، خاصة بعد تعرض زوجي لبعض الظروف الصحية الصعبة التي اضطرته لإجراء اكثر من عملية جراحية، وبعدها لم يستطيع القيام سوى بأعمال خفيفة.
وأشارت إلى أنها واجهت صعوبات عديدة في بداية عملها نظرًا لنظرة المجتمع الذي نعيش فيه، فبعض المهن قاصرة على الرجال، ولكن هدفي الأول كان مساعدة زوجي ولذلك لم ألتفت لأي شخص، ولم استمع إلى أي انتقادات.
وأكدت على دعم أبنائها وزوجها على العمل، والحمد لله أولادي فخورين بيا وبعملي، لأني في النهاية أبحث عن توفير لقمة العيش الكريم لهم، وأنا أيضًا فخور بهم وبتفوقهم الدراسي، معربة عن أمنياتها في إيجاد فرصة عمل تناسب شهادتها الجامعية.
وأعربت عن سعادتها الغامرة بعد لقاء اللواء محمد الشريف بالأمس، وتكريمه لها اليوم في ديوان المحافظة باعتبارها نموذجًا رائدًا لكل الرجال والنساء في السعي وعدم الكسل.
