قال مجمع البحوث الإسلامية، إنه ورد بنصوص السُنة النبوية، أن هناك يومين تُفتح فيهما أبواب الجنة، ويغفر الله كل الذنوب لعباده غير المشركين، إلا اثنين من المُسلمين.
واستشهد «البحوث الإسلامية» بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا» رواه مسلم في صحيحه.
أمور غيبية تحدث لك فى الدنيا يومي الاثنين والخميس
بلغ أهل العلم من وحي السُنة النبوية الشريفة، أن الجنة مخلوقة، ولها ثمانية أبواب، تُفتح في الدنيا في أوقات مُحددة، فيما جاء في الآثار الصحاح وذكره أبي عبد الرحمن مقبل بن هادى الوادعى، في كتابه “الصحيح المسند من أسباب النزول”، باب ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن.
واستشهدوا بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «تُفْتَـحُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ يَومَ الإثْنَيْنِ، ويَومَ الخَـمِيْسِ فَيُـغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً، إلا رَجُلاً كَانَتْ بَيْنَـهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُـقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِـحَا -ثَلاثاً-» أخرجه مسلم.
وقال الإمام النووي إن هذا الحديث ليس المقصود منه النهي عن الشحناء، لأن النهي عن الشحناء قد سبق بألفاظ كثيرة ولكن المقصود منه التخويف والوعيد من عاقبة عدم الانتهاء عما نهى الله عنه، وكأنه تعالى يقول انتهوا عن الشحناء لتغنموا مغفرة الله لذنوبكم فإن المتشاحنين لا تغفر ذنوبهما حتى يصطلحا.
ولخص الفقهاء دلالات الحديث في أربع نقاط، أولها أن المغفرة لا تكون إلا للعبد المُسلم الذي لا يشرك بالله شيئًا، مستدلين بقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ»، وثانيهما أن المهاجرة والعداوة والشحناء والبغضاء من الذنوب العظام والسيئات الجسام، وإن لم تكن في الكبائر مذكورة، فقد استثنى في هذا الحديث غفرانها وخصها بذلك.
وتابعوا: أما الثالثة، فهي أن الذنوب إذا كانت بين العباد فوقعت بينهم فيها المغفرة والتجاوز والعفو، سقطت المطالبة بها من قبل الله عز وجل، مدللين على ذلك بقول “حتى يصطلحا”، فإذا اصطلحا غفر لهما ذلك وغيره من صغائر ذنوبهما بأعمال البر من الطهارة والصلاة والصيام والصدقة. ورأى أهل اللغة أن المراد بأبواب الجنة يحتمل أن يكون أسباب دخولها وهي العفو والمغفرة والمراد من فتحها اتساعها واستيعاب داخليها والمعنى تتسع رحمة الله وإحسانه وفضله في يوم الاثنين والخميس من كل أسبوع أكثر من اتساعها وشمولها في الأيام الأخرى.