تلقى مركز الأزهر العالم للفتوى الإلكترونية سؤالا يقول صاحبه: “أمتلك مبلغا أخرج عنه زكاة مال سنويا ولكن هذا العام عليَّ ديون فهل الأولى إخراج الزكاة أم سداد الدين؟”.
وأجاب الشيخ محمد عبد الباسط عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، عن السؤال قائلا: إن كان هذا الدين حالًّا أي حل وقته ويجب السداد، فتؤجل الزكاة ويسدد الدين لأنه واجب.
وأضاف محمد عبد الباسط خلال البث المباشر عبر صفحة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن يجب عليه أن يسدد الدين أولا، ثم بعد ذلك ما بقي من سداد الدين إن كان قد بلغ النصاب وحال عليه الحول تخرج زكاته، أما إن كان بعد سداد الدين قل عن النصاب فلا زكاة فيه.
أيهما أولى سداد الدين أم الوفاء بالنذر
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن من كان عليه دين لإنسان، وقبل أن يؤديه نذر بناء مسجد أو التصدق على الفقراء، والمال الذى عنده لا يكفى لقضاء الدين والوفاء بالنذر فالواجب أن يؤدى الدين أولا، وأما النذر فيكون الوفاء به عند القدرة التى لا توجد إلا بعد قضاء الدين والالتزامات الأخرى.
وأوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال "ماحكم الدين فى سداد الدين قبل النذر عن المتوفى من تركته؟، أنه إذا تعلق بذمة الإنسان حقان ماديان ، أحدهما لله والثانى للعباد ولا يملك إلا ما يوفى واحدا منهما قدم حق العباد على حق الله.
هل سداد الدين مقدم عن مساعدة الأبناء في الزواج
ومن جانبه أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن سداد الدين مقدم على مساعدة الأبناء او الأشقاء في تجهيزات الزواج .
وأضاف جمعة خلال أحد الدروس الدينية ردا على سؤال شخص يقول : " توفى والدي وورثت عنه ديون مادية كبيرة وتجارة خاسرة وشركائه يطلبون أموالهم بالأرباح رغم الخسارة ويعلمون ذلك بالإضافة الى قرب زواج اختي فهل اسدد الديون أم أجهز شقيقتي؟ ، قائلا: سداد الدين مقدم على زواج شقيقتك ، وسداد أموال شركاء والدك في التجارة بدون أرباح أي تعطيهم رأس المال فقط وليس لهم أرباح.
دعاء قضاء الدين
دعاء قضاء الدينورد عنالنبي -صلى الله عليه وسلم- أنهناك خمس عشرة كلمة بها يؤدي الله سبحانه وتعالى عن الشخص دينه، وأوصى كل مهموم بغلبة الديون بترديدها فيدعاء قضاء الدين، وهي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وقهر الرِّجَالِ»، وذلك لأن الهم هو داء خطير يمنع النوم والراحة ويتمثل في الخوف من المستقبل، والحزن يفسره البعض بالشيء الصعب والمشقة، أما العجز فهو عدم القدرة على العمل.
وفي تفسيردعاء قضاء الدين، فجاء أن قهر الرجال فالمقصود بها سلطان جائر، وأشخاص ظالمون يهددونه، فالقهر تعني تسلط ظالم جبار على الشخص مع ضعف هذا الشخص، منوهًا بأن البُخل شيء حقير، وغلبة الدين هو افتقار الشخص لوسيلة سداد دينه، لماروي أنه دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد فوجد رجلًا مهمومًا، فسأله: ما بك؟، فقال له: يا رسول الله ديون لزمتني، وهموم أقعدتني، فقال : ألا أوصيك ما إذا دعوت الله به قضى الله دينك؟، قال: بلى يا رسول الله علمني، فقال -صلى الله عليه وسلم-: قل اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَغَلَبَةِ الدَّيْنِ، وقهر الرِّجَالِ، وما أن جاء الليل إلا ورزقه الله شيئًا فقضى به دينه وأدى الذي عليه.