نفذت قوة عراقية أمريكية مشتركة مساء الثلاثاء عملية لاعتقال قائد عمليات محافظة الأنبار بهيئة الحشد الشعبي قاسم مصلح الخفاجي، عندما كان في طريقه إلى مدينة كربلاء قادماً من محافظة الأنبار.
وبحسب قناة "سكاي نيوز"، اعتُقل قاسم مصلح الخفاجي بتهمة اغتيال الناشط إيهاب الوزني في مدينة كربلاء جنوب العاصمة بغداد أوائل الشهر الجاري.
وكان الناشط إيهاب الوزني المعارض للحكومة قد قتل عندما أطلق مسلحون النار عليه من مسدس كاتم للصوت في مدينة كربلاء، مما أدى إلى خروج محتجين إلى الشارع مطالبين بوضع حد لعمليات دموية كهذه.
ووفقًا لإذاعة "بي بي سي" البريطانية كان الوزني قد انتقد المنطمات المسلحة والنفوذ الإيراني في العراق، وتزعم احتجاجات في كربلاء حيث يوجد حضور قوي للجماعات المسلحة المؤيدة لطهران.
وكانت والدة الناشط إيهاب الوزني اتهمت مصلح في أكثر من لقاء صحفي بالضلوع في اغتيال ابنها والناشط فاهم الطائي، بعد كشفهما حسب قولها لملفات فساد متورط فيها أثناء عمله في العتبة الحسينية في كربلاء، وهو ما أكده ناشطون مقربون من الوزني والطائي.
ويعد مصلح من قيادات الحشد المقربة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا في غارة أمريكية مطلع العام الماضي في مطار بغداد الدولي.
وذكر مصدر قضائي أن "عائلة الناشط العراقي إيهاب الوزني، الذي اغتيل مطلع الشهر الجاري، في مدينة كربلاء، أقامت دعوى قضائية، ضد القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح، بتهمة التورط بقتل ابنهم".
وأضاف المصدر أن "الدعوى التي أقامتها عائلة الوزني، شملت عدة قيادات أمنية، وأخرى في الحشد الشعبي، فضلاً عن عناصر في بعض الميليشيات، خاصة وأن الوزني، أودع لدى عائلته قائمة بالأشخاص الذين هددوه سابقاً".
ولفت إلى أنه "من المتوقع أن تصدر مذكرات قبض أخرى بحق قيادات في المجموعات المسلحة، خاصة مع توفر الأجواء السياسية، وهو التوجه الحالي نحو الكشف عن قتلة المتظاهرين، والاحتجاجات التي عادت يوم أمس، وهو ما يوفر زخماً وقدرة للأجهزة المعنية، على اعتقال أي مطلوب".
وشهدت العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات أخرى، الثلاثاء، احتجاجات واسعة، تنديدا باستمرار جرائم قتل النشطاء، وسط مطالبات بكشف منفذي تلك الأعمال، وإجراء محاكمات عادلة لهم.
وتوافد آلاف المحتجين من مختلف محافظات البلاد، إلى عدة ساحات في العاصمة بغداد، ومنها توجهوا إلى مركز الاحتجاج الرئيس وهو ساحة التحرير، مرددين هتافات مناوئة للأحزاب الحاكمة، ومنددة بحوادث اغتيال النشطاء.
وتأتي هذه التظاهرة خصوصا للاحتجاج على اغتيال الوزني، منسق الاحتجاجات المناهضة للسلطة في كربلاء والذي كان لسنوات عدة يحذر من هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وهو في طريقه إلى منزله في المدينة.
وقد حظرت السلطات الدخول إلى المنطقة الخضراء بعد اعتقال مصلح، وأصدر الحشد الشعبي بيانا "يتعهد فيه بإطلاق سراح مصلح قريبا".
وصرحت هيئة الحشد الشعبي عبر موقعها الرسمي بأن "اعتقال مصلح جاء نتيجة منعه في وقت سابق القوات الأمريكية من دخول الأراضي العراقية".