استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأربعاء، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي أعرب عن تقدير بلاده البالغ للوساطة المصرية التي نجحت في ترتيب وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد تصعيد عسكري عنيف أودى بحياة 253 فلسطينيًا و12 إسرائيليًا.
وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، إن نجاح الوساطة المصرية في إبرام اتفاق الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أبرز دور مصر كوسيط قدير، لا سيما في أقدم صراعات الشرق الأوسط وأكثرها استعصاءً على الحل، وهو ما شهد عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه.
وفي اتصال هاتفي سبق سريان وقف إطلاق النار فجر الجمعة الماضية بساعات، وجه بايدن الشكر للرئيس السيسي على "دبلوماسية مصر الناجحة"، فيما جدد بلينكن خلال لقائه مع الرئيس السيسي أمس التأكيد على كون مصر "شريك حقيقي وفعال" ساعد على ترتيب وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت الصحيفة، أن نجاح مصر في ترتيب اتفاق الهدنة كشف عن كونها الطرف الأكثر قدرة في المنطقة على التوسط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بفضل اتصالاتها الوثيقة والقديمة مع طرفيه.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة المقيمة بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن كريستين ديوان، أن "التوسط في أزمة يتطلب اتصالات وثيقة مع أطرافها، ومصر لديها رأسمال سياسي وثقافي واتصالات مهمة ترتكز على علاقاتها التاريخية".
وأوضحت الصحيفة أن مصر لا تتمتع باتصالات وثيقة وتاريخ من الوساطة بين طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فحسب، وإنما لديها حدود مشتركة مع كل من إسرائيل وقطاع غزة، بما يجعلها الفاعل الأكثر قدرة على تفهم أبعاد التصعيد والتدخل لاحتوائه.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي أن السلام المستقر منذ 4 عقود بين مصر وإسرائيلي خلق قدرًا من الثقة المتبادلة بينهما وإن اختلفتا جذريا في موقفهما من القضية الفلسطينية، أما بالنسبة لحماس فهي تدرك أن مصلحتها تكمن في مد الجسور والتعاون مع مصر.
ونقل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرئيس السيسي تحيات نظيره الأمريكي جو بايدن، مؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع بها مصر في الشرق الاوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها بقيادة الرئيس السيسي في السعي لتحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي بنجاح الجهود المصرية الحاسمة في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء في مكافحة الإرهاب، معرباً عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.