لم تعرف الشفقة طريقًا لقلبيهما، فتجردا من كل مشاعر الإنسانية، وقاما بخطف طفل يبلغ من العمر 12 عامًا، وكبلاه، وألقياه حيًا، يصارع الموت في أعماق المياه، يستغيث من بشاعتهما إلا أنهما تركاه، وفرا هاربين، واتصلا بأسرته يطلبان فدية مقدارها 500 ألف جنيه لإطلاق سراحه.
هذه التفاصيل البسيطة البشعة، لهذه الجريمة التي هزت الرأي العام في محافظة كفر الشيخ، مجرد سطور في قضية بشعة أصابت الجميع بالذهول الشديد، نظرًا لبشاعة أحداثها، فقد تجرد سائق توك وعامل، من مشاعر الإنسانية، وقاما بقتل الطفل عبد الرحمن فاروق، ابن قرية إبشان بمركز بيلا، مع سبق الإصرار، دون رأفة أو شفقة.
وأسدلت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات كفر الشيخ، الإثنين الماضي، برئاسة المستشار حسام محمد صالح، رئيس المحكمة، والدائرة، وعضوية المستشارين، محمد السيد عبده، وعصام خليفة ، الستار على القضية، بعد أن عاقبت سائق توك توك وعامل، بالإعدام شنقًا، لقيامهما بقتل الطفل عبد الرحمن فاروق.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى شهر أكتوبر الماضي، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بكفر الشيخ، بلاغًا باختفاء الطفل عبد الرحمن فاروق، 12 عامًا عن منزله، وتبين بعد ذلك أن وراء جريمة قتله " المتهمين أحمد .م.ز 29 سنة، سائق توك توك، وتوكل.ز.ع 51 سنة، عامل، ومقيمان بالعزبة الحمراء، مركز نبروه بمحافظة الدقهلية.
كشف أمر الإحالة الموقع من المستشار أشرف علي ربيع، المحامي العام الأول لنيابات كفر الشيخ الكلية، تفاصيل الاتهامات الموجه للمتهمين، بأنهما قتلا عمدًا مع سبق الإصرار الطفل عبد الرحمن فاروق، وذلـك بأن بيتـا النية و عقدا العزم على قتله وأعدا لهذا الغرض شريطًا لاصقًا ورباطًا من القماش واستدرجاه إلى المكان المعد سلفًا، وما أن ظفرا به حتى كما فاه بشريط لاصق.
كما تبين من أمر الإحالة، أن المتهمين، اقتادا الطفل المجني عليه عنوة إلى حيث عزما على إزهاق روحه وحال وصولهما كبلا قدميه برباط من القماش وألقيا به بالمجرى المائي "ترعة منشية ناصر"، قاصدين بذلك قتله فأحدثا ما به من إصابات والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته.
وأشار أمر الإحالة إلى أنه وقد تقدمت تلك الجناية واقترنت بها جناية أخرى، هى أن المتهمين في ذات الزمان والمكان سالفي البيان خطفا المجني عليه الطفل عبد الرحمن فاروق، بطريق التحاليل والإكراه وذلك بأن قاما باستدراجه إلى أحد الأماكن النائية بعد أن أوهماه بتعليمه صيد الأسماك مستغلين صغر سنه ورغبته في ممارسة هوايته المفضلة، فحضر إليهما بالموعد المحدد سلفًا منهما.
وأضاف أمر الإحالة، " وما أن حضر حتى قاما بكم فاه بشريط لاصق واقتاده عنوة داخل الدراجة النارية "توك توك" قيادة المتهم الأول، وتوجها به إلى مكان ناءٍ، وكان ذلك الخطف مصحوبًا بطلب فدية وذلك بأن تواصلا مع والدة المجني عليه وطلبا منها مبلغًا ماليًا مقداره 500 ألف جنيه كفدية لإطلاق سراحه، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات وهو الأمر المؤثم بالمادة 290 / 1، 2، 3 من قانون العقوبات.
وتولى فريق من المحامين بمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، الدفاع عن الطفل المجني عليه، وضم الفريق كلاً من، سامح سمير، المحامي بالاستئناف العالي، والدكتور عبد الحليم غزال، المحامي بالنقض، وعلي محمد علي، المحامي.