قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الشيطان ليس له سلطان ذاتي على الإنسان، مشيرا إلى أن الوسواس يعني كثرة الوسواس، والخناس هي الهرب، أي أن الشيطان يوسوس للإنسان ويهرب.
وأضاف جمعة، خلال أحد الدروس الدينية، أن الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس، أن وساوس الشيطان؛ هو الخاطر الذي يأتي للإنسان بفعل الشر، ولكنه سرعان ما يزول، أما وسوسة النفس؛ هو الخاطر الذي يأتي للإنسان لفعل الشر، ولكنه يذهب ويعود لأكثر من مرة حتى ولو لفظها الإنسان.
هل تكفي التوبة بعد الذنب الكبير أم تحتاج إلى كفارة ؟
وأوضح أن التوبة، بعد ارتكاب الذنب الكبير تكفي ولا تحتاج إلى كفارة، لأن الله- تعالى- يفرح بتوبة عبده فرحا شديدا، فمهما ارتكبت من معاصي؛ جدد حياتك مع الله بالتوبة والمغفرة، والأهم عقد النية بعدم العودة إلى ذلك أبدا.
وأضاف المفتي السابق خلال رده على سؤال يقول صاحبه: “كنت ارتكبت ذنبا كبيرا، وتبت، فهل تكفي التوبة أم هناك كفارة؟”: تكفي التوبة ولنا في قصة ماعز الأسلمي الأسوة الحسنة عندما ذهب الى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واعترف بارتكاب جريمة الزنا ، وطلب من النبي توقيع الحد عليه ، فقد روي أن رجلًا من الصحابة اسمه هزَّال هو الذي دفع ماعزًا إلى الاعتراف بجريمة الزنا، فلما أصرَّ ماعز على الاعتراف بالجريمة؛ رجمه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؛ لأن ماعزًا كان محصنًا، لكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يَدَعِ الأمر يمرُّ دون أن ينصح لهزَّال- والأمة من بعده- قائلًا: «وَاللهِ! يَا هَزَّالُ لَوْ كُنْتَ سَتَرْتَهُ بِثَوْبِكَ كَانَ خَيْرًا مِمَّا صَنَعْتَ بِهِ» .
وأكد جمعة أن من وقع في مثل هذه القاذورات والمعاصي؛ فليحسن توبته بكثرة الصلاة والذكر والإكثار من الاستغفار والامتناع تماما عن المعاصي، وإذا أراد أن يتصدق؛ فهو خير، لأن الصدقة تطفئ نار الخطيئة، ويكثر من الوضوء ونفع الناس ومساعدة المحتاجين ويكثر من ذكر الله.
أفضل أوقات التوبة
قال مجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن السلف الصالح– رضوان الله تعالى عليهم-، أخبرونا أن أفضل توقيت يتوب فيه العبد لربه توبة نصوحًا؛ وهو في صحته.
واستشهد مجمع البحوث الإسلامية: عن ابن رجب- رحمه الله-: "أفضل أوقات التوبة أن يبادر الإنسان بالتوبة فى صحته قبل نزول المرض به؛ حتى يتمكن حينئذ من العمل الصالح".
وأشار إلى أنه ينبغي المبادرة والإسراع في التوبة قبل المرض حتى يستطيع العبد عمل الخير.