قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه نقل رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، تحوي تأكيد الموقف التاريخي للمملكة بالوقوف بجانب الأشقاء الفلسطينيين، والاستمرار في بذل كل جهد ممكن من أجل إسناد الأشقاء، وتلبية جميع حقوقهم المشروعة، خصوصا حقهم في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأضاف الصفدي - في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله - أن "الرسالة بحثت -أيضا- تنسيق الجهود من أجل التعامل مع المرحلة الحساسة التي نحن بصددها بعد وقف العدوان على غزة وضمان التقدم إلى الأمام".
وحول موضوع ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم، شدد الصفدي على أن ذلك سيشكل جريمة حرب لا يمكن أن يسمح بها المجتمع الدولي، وسيعيد تفجير الوضع، ولابد من العمل سويا من أجل منع الإجراءات التى ستعيد تفجير الوضع؛ والعالم يتحدث عن هدنة دائمة، والطريق إليها هو إيجاد الأفق السياسي وحل أساس الصراع المتمثل باستمرار الاحتلال وعدم التوصل الى حل الدولتين.
ومضى يقول: "إذا أردنا منع تفجر الصراع مرة أخرى والحفاظ على التهدئة؛ يجب معالجة الأسباب التي فجرت الصراع، وهو الاحتلال وحرمانه للشعب الفلسطيني من حقوقه والاعتداء عليها بشكل مستمر على غرار القدس المحتلة وحصار لحي الشيخ جراح وغيرها".
وتابع: "أن لقاءنا اليوم يعد مهما في إطار تنسيق الموافق قبيل استقبال وزير الخارجية الأمريكي، الذي سيكون اليوم في فلسطين وغدا في عمان"، منوها في الوقت نفسه إلى أن المواقف التي عبرت عنها الإدارة الأمريكية الجديدة إيجابية، فيما يتعلق بحل الدولتين والاستيطان ورفض ترحيل السكان وفرص تحقيق السلام؛ قائلا: "نتفاعل معها وسنبحث كيفية الانتقال من الموقف إلى الفعل لكي نجد إطار حقيقي فاعل للعودة الى مفاوضات جادة وفاعلة".
وأكد الصفدي أن "وقف العدوان على غزة هو تركيزنا"، وأيضا وقف الاعتداءات والانتهاكات على المقدسات في القدس المحتلة، مشيرا إلى أنه يجب التعامل مع الموضوع بشمولية، ويجب النظر إلى الصراع بمنظور شامل، يأخذ في الاعتبار أن هذا الصراع هو في الأساس سببه الاحتلال ونهايته تكون بنهاية الاحتلال.
كما أكد أن المملكة الأردنية - كانت وستبقى - الأقرب إلى أشقائنا في فلسطين، وتقوم بكل ما تستطيع عمله وتكرس كل أمكانيات المملكة من أجل حماية حقوق أشقائنا وحماية المقدسات، ومن أجل تثبيت المقديسيين على أرضهم، ومن أجل حماية أهلنا في قطاع غزة وضمان عدم تكرار العدوان.