طغى الدور المصري خلال الفترة الأخيرة على الساحة السياسية فيما يخص قضايا المنطقة بداية من الأزمة الليبية وصولا إلى القضية الفلسطينية، مما استدعى المجتمع الدولي للإشادة بمصر وتثمين مواقفها ودورها الريادي في حل قضايا ملتهبة بالساحة السياسية الدولية.
مصر تنقذ المنطقة
مصر استطاعت من خلال تدخلات الرئيس عبد الفتاح السيسي في أوقات حاسمة من إنهاء حرب أهلية كانت وشيكة في ليبيا، بدعم من أطراف دولية، حتى تدخلت مصر بالترغيب والترهيب وسابقت الخطى نحو اقناع كل الأطراف بالعودة إلى المسار السياسي حفاظا على هُوية الأرض الليبية ومنعًا للنفوذ الأجنبي من خلال قوى مُستأنسة من الخارج.
مصر أيضًا تدخلت في وقت حاسم لوقف الاقتتال في غزة بين القوات الإسرائيلية وحماس، عقب محاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين من منازلهم بحي الشيخ جرّاح، في الوقت الذي تفاقمت فيه أوضاع المواطنين في قطاع غزة وناشدوا العالم لإنقاذهم من براثن حرب ضارية فكانت مصر أول من لبى النداء.
الرئيس عبد الفتاح السيسي وحده من أخضع الطرفين للهدنة ووقف الاقتتال، بل امتد الدور المصري إلى إرسال وفود عسكرية لتثبيت إجراءات الهدنة، وذلك بعد مبادرة الرئيس الإنسانية لإعادة إعمار غزة.
عندما فعلت مصر ما فشلت فيه مؤسسات دولية
قوة الدور المصري تأتي من حيث النتائج المبهرة التي توصلت لها مصر، والوقت الحاسم الذي استدعى تدخلا وقتيا، والاستجابة السريعة من كل الأطراف لمبادرات مصر.
المبادرات المصرية والحلول الدبلوماسية المبتكرة التي طرحها السيسي جاءت تعبيرً عن موقف مصري متزن يرفض العدوان وينبذ العنف ويبعث برسائل سلام ومحبة للجميع، ويعطي كل صاحب أرض حقه في الحرية وتقرير المصير.
ولا يخفى على الكثيرين أن ما نجحت فيه مصر كدولة واحدة في المنطقة، هو دور أصيل لمؤسسات دولية على رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وغيرها من المؤسسات المعنية.
إشادات دولية واسعة
الدور المصري في المنطقة كان جديرًا بالاحترام والاهتمام من جانب المؤسسات الدولية بالعالم، حتى أن مصر نالت إشادة الأمم المتحدة التي أسرع سكرتيرها العام «جودريتش» على مهاتفة الرئيس السيسي والإشادة بالدور المصري ودعم إجراءات مصر لوقف الاقتتال في غزة.
أما الاتحاد الأوروبي فأعلن ترحيبه بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس وتعهد بتعزيز الجهود من أجل حل سياسي طويل الأمد لحل الأزمة.
وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل في بيان إن التكتل "يرحب بوقف إطلاق النار المعلن الذي ينهي العنف في غزة وما حولها"، معبرا عن "إشادته بمصر وقطر والأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها ممن لعبوا دورا في تسهيل ذلك".
السيسي وبايدن.. مكالمتين في 4 أيام
على مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، تمكنت مصر من إخضاع الجانب الأمريكي إليها، وانتزاع التأييد الأمريكي لجهود مصر، بعد فترة مطولة شهدت ضبابية في العلاقات بين البلدين، بسبب تدخلات متعمدة من مؤسسات دولية لترويج معلومات مغلوطة عن مصر.
بايدن حرص على الاتصال بالرئيس السيسي مرتين خلال 4 أيام فقط، وكأن مصر أصبحت هي مفتاح الأمن وضامن الاستقرار في المنطقة والسبيل الوحيد نحو طمأنة العالم.
المباحثات تناولت الأوضاع في المنطقة ككل، والقضية الفلسطينية بشكلٍ أساسي، حيث أعلن الرئيس السيسي من خلال صفحته الرسمية على موقع فيسبوك كواليس المهاتفة الأخيرة قائلًا "سعدت اليوم بحديثي المطول مع فخامة الرئيس بايدن والذي اتسم بالتفاهم والصراحة والمصداقية في كافة الموضوعات التي تهم البلدين والمنطقة … وأود أن أؤكد أن الرئيس بايدن يتمتع برؤية ثاقبة وخبرة متميزة تتسم بالواقعية فى كافة الملفات بما فيها ملف العلاقات الثنائية … وأجد أنه قادر بامتياز بحنكته وخبرته أن يصنع حلولًا جذرية لكافة المشاكل والتحديات التى تحيط بالعالم والمنطقة داعيًا من الله أن يكلل جهوده بالنجاح والتوفيق والسداد.
بايدن وضمان الأمن المائي لمصر
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال الأخير تناول كذلك تبادل الرؤى بشأن تطورات الموقف الحالي لملف سد النهضة؛ حيث رحب الرئيس بالجهود الأمريكية المتواصلة في هذا الصدد، مؤكداً تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لـ عملية ملء وتشغيل السد.
وقد أوضح الرئيس بايدن تفهم واشنطن الكامل للأهمية القصوى لتلك القضية للشعب المصري مشيراً الي عزمه بذل الجهود من أجل ضمان الأمن المائي لمصر، وقد تم التوافق بشأن تعزيز الجهود الدبلوماسية خلال الفترة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.