قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إن بلاده غير مجبرة على حماية حدود الغير، على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع جارتها الشمالية إسبانيا.
وأضاف بوريطة، في تصريحات أدلى بها إلى إذاعة "Europe 1"، على أن المغرب ليس دركياً ولا حارس أوروبا لحماية الحدود التي ليست له.
وتشهد العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا تصاعداً متسارعاً، وصل إلى درجة استدعاء الرباط سفيرتها لدى مدريد للتشاور، وذلك بعد احتجاج الجانب الإسباني على إقدام مئات المهاجرين على التسلل إلى مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا.
وتعود بدايات الأزمة الدبلوماسية إلى نحو شهر، بعد أن سمحت إسبانيا بدخول زعيم جبهة البوليساريو إلى ترابها، دون أن تقوم بإخطار الجانب المغربي بذلك.
وعبرت المملكة المغربية، عبر خارجيتها، عن أسفها وإحباطها لموقف الجارة الشمالية إسبانيا، باستضافتها زعيم جبهة البوليساريو، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأوضح بوريطة أن المغرب قدم الكثير في مجال التعاون في مجال الهجرة، مشيرا إلى أن بلاده قامت بذلك من منطق الشراكة الثنائية، سواء مع الجارة الشمالية إسبانيا، أو مع الاتحاد الأوروبي ككل.
ولفت إلى أن الشراكة لا يجب أن تكون انتقائية، بل إنها تعني أولا وقبل كل شيء فهم المصالح الاستراتيجية للشركاء، وذلك في إشارة منه إلى استضافة إسبانيا لإبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو.
وأكد بوريطة على أن المغرب لا يتحرك في مجال الهجرة من أجل مقابل مالي، مشيرا إلى أن ما يحصل عليه المغرب في المتوسط من الاتحاد الأوروبي لا يتجاوز 300 مليون يورو سنويًا ، أي أقل من 20٪ من التكلفة التي يتحملها المغرب في محاربة الهجرة.
واستعرض الدبلوماسي المغربي جهود بلاده في مجال محاربة الهجرة والاتجار بالبشر، مُؤكداً أن بلاده فككت 8000 خلية للاتجار بالبشر، وأحبطت 14 ألف محاولة هجرة غير شرعية، منها ثمانون محاولة تسلل إلى مدينة سبتة.
كما كشف بوريطة أن بلاده قامت بتبادل 9000 معلومة مع إسبانيا حول الهجرة غير الشرعية، مُعلقا بالقول إن حسن الجوار ليس طريقا ذا اتجاه واحد. كما إنها ليست مسؤولية المغرب وحرية شركائه في العمل ضد مصالحه.
وانتقد بوريطة التعامل الإسباني، مشددا على أنه لا يمكنك التخطيط ضد شريكك في الليل واطلب منه أن يكون مخلصًا في اليوم التالي، وذلك في إشارة إلى مطالب إسبانيا إلى المغرب بالالتزام بالشراكة في مكافحة الهجرة غير الشرعية وفي نفس الوقت تقوم باستضافة شخص يكن العداء للمغرب.
وأوضح أن إسبانيا لم تستشر الاتحاد الأوروبي قبل اتخاذ قرارات تؤثر على مصالح المغرب، أو قبل اعتماد معايير شنغن لقبول الإدخال الاحتيالي لشخص تطلبه المحاكم الإسبانية، مُعلقاً بالقول: "خلقت إسبانيا أزمة وتريد من الاتحاد الأوروبي أن يتصدى لها".
وشدد بوريطة على أن المغرب لم يتم إبلاغه من طرف إسبانيا بوصول غالي إلى ترابها، مُتسائلا إن كان من الطبيعي في دولة القانون تزوير جواز السفر وانتحال الهوية لإحضار شخص ما إلى الأراضي الأوروبية، وهل من الطبيعي أن لا تتم محاكمته على الرغم من وجود 4 شكاوى تتعلق بالاغتصاب والإرهاب والتعذيب.